تعرف على كتاب "غم في عشق" للدكتور مصطفى شمراني، حيث يستعرض الكتاب قصة عشق إلهي ممزوجة بالألم والفراق. تعرف على تفاصيل هذه القصة العاطفية واستمع إلى تحليلات الدكتور مصطفى شمراني حولها. اكتشف كيف يمكن للحب أن يكون مصدرًا للألم والسعادة في الوقت نفسه من خلال هذا الكتاب الشيق.
لتحميل الكتاب من مكتبة نرجس:
https://www.narjeslibrary.com/gdyd-alktb/c/0/i/80709382/article-5929
مقدمة الكتاب:
كان الدكتور شمران دائماً دامي القلب، ولكنه كان متوقداً ونشيطاً، ودوداً ورقيقاً، وصلباً ومغامراً في نفس الوقت.
وكانت نار الحب الإلهي هي سرّ عبادته وجهاده وخدمته للآخرين والمستضعفين. وعلى الرّغم من أنّه كان أسير القهر، فقد كان دفاق المشاعر، مشاعر طاهرة لا تذبل ولا تموت.
كان يائسا من الثوار ورجال المقاومة فاتّهمهم بحب الدنيا، وخوف التضحية، والبحث عن المغانم وعن لقمة العيش، وعدم تحمل المعاناة.
كان يرى نفسه وحيدًا في هذا العالم، ليس له صديق سوى الغم.
لقد قطع الدكتور شمران أمله من النصر، معتقدًا بأن قَدَرَ ألف وأربعمائة سنة من الدموع محال أن يتغيَّر، فقد أعطى القضاء والقدر الأمر بأن يُحطّم الحق عبر التاريخ على يد حكام الجور. كان يرى التاريخ الإسلامي مليئًا بالنكسات والآلام والجراح والمظلومية لرجال الحق، ولا يرى للعمل والجهاد أي أفق، فهو يعمل بحسب التكليف غير آمل بالنصر، لذلك فقد وطن نفسه على الآلام، وأنس بمناجاة الغم، وتواعد مع الموت والشهادة. وأصبح ذلك فلسفته التي أسندها إلى التاريخ والواقع، وكان يقول: نحن نريد احتضان عروس الشهادة دون أمل بالنصر... فما أجمل احتضان الموت والإسراع للقاء الله. كان مثاله في القهر علي، ومثاله في الشهادة الحسين، كان يتغنى بفداء الحسين عليه السلام .
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، عاد الشهيد شمران إلى إيران ليكون في عداد من حفل بالنصر وآمن به واعتبره معجزة إلهية، وقد عمل من أجل حمايته حتى الرمق الأخير.
مع كل ما كان يُعانيه، كان متفكّرًا عارفًا يعرج من منزل إلى منزل، ويصعد مدارج الكمال مرقاة فمرقاة، ويحلّق في عالم الملكوت مرحلة فمرحلة. كان يحترق كالفراش، يذوب كالشمع، يترمد كالجمر، وكانت الشهادة المعبر الوحيد الباقي إلى لقائه بالله، وكان العشق النقي هو بيته الآمن الذي بناه في وادي القلب بعيدا عن الزعازع والرياح.
قبِل بالموت الذي أحبّه رافعًا له هامته على رغم الجراح التي نزفت تريد ثنيها على كتفيه، فقد تلقّى الشَّهادة بإرادة فولاذية وشوق عاشق متيم بلقاء حبيبه.
المذكرة الثانية من الكتاب بعنوان: أريد أن أعرف ذاتي.
أوائل ربيع ١٩٦٠
مضى علَيَّ حوالي السنة وأنا أكتوي بنار حارقة. وقليلة هي الليالي التي نِمْتُ فيها دون ذرف الدموع، ودون أن تجعل الآهات الحارقة قلبي وروحي رمادا.
رباه، لا أدري إلى متى عليّ أن أحترق ؟ إلى متى علي أن أتعذب؟ وأنت في كل الأحوال، في كل الأماكن وعلى الدوام كنت شاهدًا. كان لدي عشق طاهر، وقد كنت أربطه بعبادة ذاتك المقدّسة، ولكن ذلك قد خلف في قلبي نارًا محرقة جعلت وجودي دخانا. أحس أنني سأظل أحترق إلى الأبد. وسأكون شمعة محترقة سعيدة باحتراقها!.
رباه، أطلب منك الصبر في سيري إليك. رباه أغثني..
اليوم هو التاسع عشر من رمضان، اليوم الذي تخضّب فيه إمام البشرية العظيم بدمه. يوم يذكّرني بتضحياته، عظمته وأفعاله الجليلة التي منها أستمد العزم، وإليه أقدم بكلّ عشق، دموعي... عصارة حياتي. التجئ إلى الجبال كي أناجيه، وفي تلك الوحدة، وعلى بعد آلاف الأميال وقرون السنين، أبوح له بلواعج قلبي.
رباه، لا أدري ما هدفي من الحياة. إنّ كلّ العالم وما فيه لا يرضيني.
في حين أرى الناس يركضون في كل اتجاه يعملون، يتعبون، ليصلوا إلى نقطة ترضيهم قد وضعوها نصب أعينهم. ولكن، أيها الرب الكبير، إنني أنفر من الأشياء التي يسعى وراءها الآخرون برغم أنني أعمل أكثر منهم، ورغم أنني ضحيت براحة الليل وترف النهار، ولا أزال، فإنّ نتائج ذلك لا تسعدني. وأنا إنما أمضي قدمًا، مشاركًا في معترك الحياة وعلى هذا الطريق دون أن أنتظر أية نتيجة، لأن ذلك واجبي!
لقد أصبح التعب بلا معنى عندي، وصار السهاد عاديا وطبيعيا، وتحت وطأة الغم والحزن غدوتُ جبلاً منيعًا، وإنّ العذابات والمحن لم تعد تحزنني.
أنى تسنّى لي النوم نِمْتُ، وفي أي وقت اقتضى النهوض أفقت، آكل أي شيء وجد. كم من الساعات الطوال نمت فيها على التراب في التلال المحاذية لباركلي، وكم من الليالي الطوال قضيتها هائمًا على التلال وفي الشوارع المهجورة حتى انبلاج الصبح. وكم من الأيام الطويلة التي بت فيها جائعًا. أنا درويش وهائم، حائر في وادي الإنسانية، وربما أكون قد خرجت منه، لأن أحاسيسي وأماني ليست كالآخرين.
يا ربي العظيم، ماذا بقي لي ؟ على أي أساس يجب أن أضع اسمي؟ هل جلدي وعظمي هما من سيحددان اسمي وشخصيتي؟ هل ستكون أمنياتي وتصوراتي وآمالي مكنونا لشخصيتي؟ أي شيء يشكل هذه الأنا؟ أي شيء هو ذاك الذي يعرفني الناس به؟... أنظر في وجودي أبحث في ما حولي كي أتبين معلمًا لكياني ليصبح قابلاً للفهم، على الأقل بالنسبة لي.
في هذه الأثناء لست أنا سوى قلب محترق تتصاعد منه ألسنة اللهب، التي ربّما تضيء وجودي، أو ربما أُدفن تحت رمادها. نعم، لا أرى لوجودي أثرًا سوى قلب ملتهب، وأعقل كلّ شيءٍ بواسطته، أرى الدنيا من كوته، في حين تتغير الألوان، وتتخذ الموجودات مظاهر أخرى لها.
لتحميل الكتاب من مكتبة نرجس الرابط في الوصف.
اشترك في القناة ليصلك جديدنا.
لتحميل الكتاب من مكتبة نرجس:
https://www.narjeslibrary.com/gdyd-alktb/c/0/i/80709382/article-5929
مقدمة الكتاب:
كان الدكتور شمران دائماً دامي القلب، ولكنه كان متوقداً ونشيطاً، ودوداً ورقيقاً، وصلباً ومغامراً في نفس الوقت.
وكانت نار الحب الإلهي هي سرّ عبادته وجهاده وخدمته للآخرين والمستضعفين. وعلى الرّغم من أنّه كان أسير القهر، فقد كان دفاق المشاعر، مشاعر طاهرة لا تذبل ولا تموت.
كان يائسا من الثوار ورجال المقاومة فاتّهمهم بحب الدنيا، وخوف التضحية، والبحث عن المغانم وعن لقمة العيش، وعدم تحمل المعاناة.
كان يرى نفسه وحيدًا في هذا العالم، ليس له صديق سوى الغم.
لقد قطع الدكتور شمران أمله من النصر، معتقدًا بأن قَدَرَ ألف وأربعمائة سنة من الدموع محال أن يتغيَّر، فقد أعطى القضاء والقدر الأمر بأن يُحطّم الحق عبر التاريخ على يد حكام الجور. كان يرى التاريخ الإسلامي مليئًا بالنكسات والآلام والجراح والمظلومية لرجال الحق، ولا يرى للعمل والجهاد أي أفق، فهو يعمل بحسب التكليف غير آمل بالنصر، لذلك فقد وطن نفسه على الآلام، وأنس بمناجاة الغم، وتواعد مع الموت والشهادة. وأصبح ذلك فلسفته التي أسندها إلى التاريخ والواقع، وكان يقول: نحن نريد احتضان عروس الشهادة دون أمل بالنصر... فما أجمل احتضان الموت والإسراع للقاء الله. كان مثاله في القهر علي، ومثاله في الشهادة الحسين، كان يتغنى بفداء الحسين عليه السلام .
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، عاد الشهيد شمران إلى إيران ليكون في عداد من حفل بالنصر وآمن به واعتبره معجزة إلهية، وقد عمل من أجل حمايته حتى الرمق الأخير.
مع كل ما كان يُعانيه، كان متفكّرًا عارفًا يعرج من منزل إلى منزل، ويصعد مدارج الكمال مرقاة فمرقاة، ويحلّق في عالم الملكوت مرحلة فمرحلة. كان يحترق كالفراش، يذوب كالشمع، يترمد كالجمر، وكانت الشهادة المعبر الوحيد الباقي إلى لقائه بالله، وكان العشق النقي هو بيته الآمن الذي بناه في وادي القلب بعيدا عن الزعازع والرياح.
قبِل بالموت الذي أحبّه رافعًا له هامته على رغم الجراح التي نزفت تريد ثنيها على كتفيه، فقد تلقّى الشَّهادة بإرادة فولاذية وشوق عاشق متيم بلقاء حبيبه.
المذكرة الثانية من الكتاب بعنوان: أريد أن أعرف ذاتي.
أوائل ربيع ١٩٦٠
مضى علَيَّ حوالي السنة وأنا أكتوي بنار حارقة. وقليلة هي الليالي التي نِمْتُ فيها دون ذرف الدموع، ودون أن تجعل الآهات الحارقة قلبي وروحي رمادا.
رباه، لا أدري إلى متى عليّ أن أحترق ؟ إلى متى علي أن أتعذب؟ وأنت في كل الأحوال، في كل الأماكن وعلى الدوام كنت شاهدًا. كان لدي عشق طاهر، وقد كنت أربطه بعبادة ذاتك المقدّسة، ولكن ذلك قد خلف في قلبي نارًا محرقة جعلت وجودي دخانا. أحس أنني سأظل أحترق إلى الأبد. وسأكون شمعة محترقة سعيدة باحتراقها!.
رباه، أطلب منك الصبر في سيري إليك. رباه أغثني..
اليوم هو التاسع عشر من رمضان، اليوم الذي تخضّب فيه إمام البشرية العظيم بدمه. يوم يذكّرني بتضحياته، عظمته وأفعاله الجليلة التي منها أستمد العزم، وإليه أقدم بكلّ عشق، دموعي... عصارة حياتي. التجئ إلى الجبال كي أناجيه، وفي تلك الوحدة، وعلى بعد آلاف الأميال وقرون السنين، أبوح له بلواعج قلبي.
رباه، لا أدري ما هدفي من الحياة. إنّ كلّ العالم وما فيه لا يرضيني.
في حين أرى الناس يركضون في كل اتجاه يعملون، يتعبون، ليصلوا إلى نقطة ترضيهم قد وضعوها نصب أعينهم. ولكن، أيها الرب الكبير، إنني أنفر من الأشياء التي يسعى وراءها الآخرون برغم أنني أعمل أكثر منهم، ورغم أنني ضحيت براحة الليل وترف النهار، ولا أزال، فإنّ نتائج ذلك لا تسعدني. وأنا إنما أمضي قدمًا، مشاركًا في معترك الحياة وعلى هذا الطريق دون أن أنتظر أية نتيجة، لأن ذلك واجبي!
لقد أصبح التعب بلا معنى عندي، وصار السهاد عاديا وطبيعيا، وتحت وطأة الغم والحزن غدوتُ جبلاً منيعًا، وإنّ العذابات والمحن لم تعد تحزنني.
أنى تسنّى لي النوم نِمْتُ، وفي أي وقت اقتضى النهوض أفقت، آكل أي شيء وجد. كم من الساعات الطوال نمت فيها على التراب في التلال المحاذية لباركلي، وكم من الليالي الطوال قضيتها هائمًا على التلال وفي الشوارع المهجورة حتى انبلاج الصبح. وكم من الأيام الطويلة التي بت فيها جائعًا. أنا درويش وهائم، حائر في وادي الإنسانية، وربما أكون قد خرجت منه، لأن أحاسيسي وأماني ليست كالآخرين.
يا ربي العظيم، ماذا بقي لي ؟ على أي أساس يجب أن أضع اسمي؟ هل جلدي وعظمي هما من سيحددان اسمي وشخصيتي؟ هل ستكون أمنياتي وتصوراتي وآمالي مكنونا لشخصيتي؟ أي شيء يشكل هذه الأنا؟ أي شيء هو ذاك الذي يعرفني الناس به؟... أنظر في وجودي أبحث في ما حولي كي أتبين معلمًا لكياني ليصبح قابلاً للفهم، على الأقل بالنسبة لي.
في هذه الأثناء لست أنا سوى قلب محترق تتصاعد منه ألسنة اللهب، التي ربّما تضيء وجودي، أو ربما أُدفن تحت رمادها. نعم، لا أرى لوجودي أثرًا سوى قلب ملتهب، وأعقل كلّ شيءٍ بواسطته، أرى الدنيا من كوته، في حين تتغير الألوان، وتتخذ الموجودات مظاهر أخرى لها.
لتحميل الكتاب من مكتبة نرجس الرابط في الوصف.
اشترك في القناة ليصلك جديدنا.