الرسالة العلوية

كتاب: الرسالة العلوية، في فضل أمير المؤمنين على سائر البرية، سوى سيدنا رسول الله ص
المؤلف: الشيخ أبوالفتح محمد بن علي الكراجكي الطرابلسي
عدد الصفحات: 168

من صميم عقائد الشيعة تفضيل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين على سائر البشر سوى رسول الله ، ولم يخالف فيه من الإمامية من يعتد بقوله . وهذه المسألة - مسألة التفضيل كانت مطروحة في كتب أصحابنا منذ القدم. ولهم على إثبات التفضيل أدلتهم الخاصة وبراهينهم الضخمة العقلية والنقلية، وأما هذا الكتاب الذي بين يديك يعد واحداً من نفائس ما كتبه الشيخ العلامة الكراجكي له بأسلوب متميز، قل نظيره بين أساليب الكلام المعهودة في عصره. ويشتمل هذا الكتاب على عدة فصول، تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية : القسم الأول : في الآثار. القسم الثاني: في الاعتبار. والقسم الثالث: في الجواب عن بعض الشبه المطروحة في مسألة التفضيل. وهذه الفصول تتضمن الاستدلال على تفضيل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على الخلق كافة إلا خاتم النبيين . فقد عرض المصنف المسألة بشكل مختصر في فصل، ثم بين المقصود من التفضيل في فصل آخر، ثم شرع في بيان الأدلة مستنداً إلى الكتاب والسنة والأدلة العقلية بأسلوب متميز منه، وفي فصل الاستدلال بالكتاب، ذكر آية المباهلة التي وردت في أهل البيت بغير خلاف بين أحد من أهل التفسير والتاريخ والصحاح والسنن والمسانيد وأهل السير وغيرها، وما يتعلق بها .. ثم أعقبها بالاستدلال بالروايات، فاستدل بالروايات المتواترة العامة أولاً، وهي أعم من الروايات الواردة في تفضيل الإمام أمير المؤمنين بشخصه من قبيل روايات: الإخاء. والمشابهة، والطير المشوي، وخير البشر، وغيرها ... أو هو مع السبطين، كرواية: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منها ... ثم رد على ما اختلقه العامة من أن أبا بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة . كما استدل بالروايات الواردة في المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وأهل البيت التي تدل على تفضيلهم على سائر البشر، ثم أيد رضوان الله تعالى عليه هذه الروايات بالروايات الآحاد الغير المتواترة تفصيلاً التي وردت من طرق العامة وقال: وهذه الروايات وإن وردت بعضها موضع الآحاد فقد وافقت ما يتوارد لمثلها وقد تواترت أيضاً بمعانيها و تناظرت باتفاق مدلولها ...