جون لوك الأعمال الفلسفية الكاملة

أضيف بتاريخ 05/26/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: جون لوك الأعمال الفلسفية الكاملة

المؤلف: جون لوك

عدد الصفحات: 511


منذ زمن طويل كانت هناك حاجة لنشر أعمال لوك الفلسفية. وما يفاجئ بالحقيقة أن مجمل الكتابات التي تطور فيها النظام الميتافيزيقي الأكثر شهرة في العصور الحديثة لم تقدم إلى العالم على شكل مجموعة منفصلة عن كل الكتابات المختلفة موضوع الحديث الحالي هو أن نصيف، باختصار وبساطة، ماهية هذه الكتابات المختلفة حتى يمكن للقارئ الذي لم يحدث أن تعرف عليها من قبل أن يمضي بفضول أكبر للتمعن فيها. لقد سبق لمقالة الفهم البشري، وهي كتابة لوك الرئيسة، أن قدمت للعالم منذ قرنين تقريباً. ولقد أثارت أشد الاعتراضات كما تعرضت لهجمات افتراء، وغالباً ما أسيء فهمها، وتعرضت للإهمال أحياناً. مع ذلك، هذه هي المبادئ التي تتضمنها ، هذا هو وضوحها ، اكتمالها، والطبيعة المرضية لتفسيراتها للظواهر الفكرية، إلى حد أنه لا يمكن تنحيتها جانباً، طالما احتفظت دراسة الفلسفة بأي سحر لدى الجنس البشري. لكن يجب الاعتراف بأنها ليست أعمالاً للعامة، وربما لا يمكن بأية وسيلة أو حيلة جعلها كذلك لأن العامة، في المقام الأول، ليس لديهم سوى ميل ضئيل للتغلغل إن جاز القول، إلى المنابع الغامضة والمبهمة للمعرفة البشرية التي تقع بعيدة عن الرصد . تظللها بكثافة ظلال الشك والارتياب ثانياً - لكي نكون صريحين وواضحين فإن الدليل نفسه الذي يتعهد بنقلنا إلى هناك ليس خالياً كلياً من بعض الفظاظة في السلوك، بحيث تكفي من النظرة الأولى لأن تطفئ حماستنا وتطرد ما نشعر به من إلفة. لكن أولئك الذين صممتهم الطبيعة لأن يكونوا ميتافيزيقيين لا تثبط عزائمهم صعوبات كهذه، نظراً لأنهم في الفلسفة، كما في الدين يعلمون أن التاج يحتفظ به لأولئك الذين توفى العهود بالنسبة لهم من خلال الإيمان والصبر، فالحقائق في هذا العالم التي تنمو على جنبات الطرق ضئيلة ومن نوعية عادية، لكن لكي نصل إلى الأنبل والأجمل علينا أن نشق مسالك جديدة لم تطرق إلا قليلاً، من دون أن نبالي بالأشواك والقتاد، أو الأماكن الصخرية والمنحدرات الحادة أو الزلقة التي ينبغي أن نشق طريقنا عبرها بالعرق والجهد. لهذا فإن الباحث الكسول والمترف الذي يستمتع بتحقيقه شيئاً من التقدم في الفلسفة يختار الأعمال الأسهل منالاً من روائع لوك الكتابية، والحقيقة أن المؤلفين في هذا المجال، كما في العلوم الأخرى، غالباً ما يفتنهم سحر ما هو عمومي أكثر من كتابات المفكرين الأصلاء ومبتكري الأنظمة. وذلك لعجزهم أن يخطفوا أبصار الجنس البشري باستهلالهم وجهات نظر جديدة في الغاز الطبيعة وأسرارها ، أو بكشفهم لحقائق جديدة يلجؤون إلى الخزانات الواسعة