المذاهب الأخلاقية

كتاب: المذاهب الأخلاقية دراسة ونقد
المؤلف: الشيخ مصباح اليزدي
عدد الصفحات: 432

يتسم الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم بأهمية بالغة، حيث يستعرض واحداً من أهم الموضوعات الحية والمتداولة في الساحة الفكرية قديماً وحديثاً، فيعرف المذاهب الأخلاقية المختلفة في دراسة علمية تحليلية، مصنفاً تلك المذاهب في تقسيم منطقي، ومستعرضاً للأسس الفكرية التي اعتمدتها، والأدلة والبراهين التي ارتكزت عليها، بمنهج علمي رصين، وعرض متقن، يضع القارئ اللبيب أمام صورة واضحة عن تلك المذاهب والآراء، تمنحه القدرة على استيعابها والمقارنة بينها، وقد عقب المؤلف بيانه لتلك النظريات بوقفة نقدية، ناقش فيها الأسس والبراهين التي اعتمدتها، وختم کتابه ببيان النظرية الأخلاقية في الإسلام، وأوضح معالمها وركائزها. إن ما يضاعف القيمة العلمية للكتاب؛ هو المكانة المرموقة المؤلّفه المبجل سماحة آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي : ؛ إذ يعد من أقطاب الدراسات العقلية - إلى جانب الدراسات الدينية المختلفة - في الحوزة العلمية، وقد خاض غمار هذه البحوث تدريساً وتحقيقاً وتأليفاً لعقود، وتخرج على يديه العديد من الأساتذة والفضلاء، وصدرت له الكثير من المؤلفات العلمية في مختلف حقول الدراسات الدينية الإسلامية، ما يرتقي بالكتاب إلى مصاف المراجع المهمة في علم الأخلاق، لا سيما مع ملاحظة شحة التأليفات في هذا الموضوع. لقد عمدت مؤسسة الخلق العظيم - وفي سياق رصدها للمؤلفات الأخلاقية المهمة - إلى ترجمة هذا الأثر؛ لرفد المكتبة العربية بمصدر مهم في الدراسات الأخلاقية. وقد أنيطت هذه المهمة بالمترجم المحترم الأستاذ حيدر الحيدري؛ فبذل جهوداً مشكورة، ومساع حثيثة في نقل مطالب الكتاب بدقة وحسن بيان، وتتبع نصوصه وإحالاته، فعمد إلى نقل النصوص العربية من مصادرها، والاعتماد على الترجمات العربية للمصادر المعتمدة في الكتاب الأصل، بل تجسم عناء ترجمة العديد من النصوص المنقولة من اللغة الإنجليزية في المصادر التي لم يجد لها ترجمة عربية، وإن توفرت لها ترجمة فارسية؛ وهو جهد ثمين يستحق منا كل الإجلال والتقدير. المذاهب الأخلاقية دراسة ونقد وترى لزاماً علينا أن نتقدم بوافر الشكر والامتنان إلى جميع من ساهم في إنجاز هذا العمل، لا سيما سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) على دعمه الدائم للمؤسسة ومشاريعها، وللمترجم المحترم وللسادة أعضاء اللجنة العلمية والكوادر العلمية في المؤسسة الذين تولوا مهمة مقابلة الترجمة مع النص الفارسي، والمراجعة العلمية لها، ونخص بالذكر كلا من: فضيلة الشيخ صباح عباس الساعدي مدير مؤسسة الخلق العظيم، والدكتور السيد زيد البطاط مسؤول فرع المؤسسة في قم المقدسة. كما نشكر الدكتور الشيخ نعيم الساعدي على جهوده في مقابلة الترجمة مع النص الفارسي، كما تشكر الأستاذ نجم الويس على جهوده في التدقيق اللغوي وتقويم النص. نسأل الله سبحانه أن يجعل هذا العمل ذخراً لنا وهم يوم نلقاه، والحمد لله رب العالمين.