كتاب: نظرية عدالة الصحابة
المؤلف: المحامي أحمد حسين يعقوب
عدد الصفحات: 319
بهذا البحث المتواضع حاولت جهدي إثبات أن ما أنزله الله شئ ، وأن فهمنا له شئ آخر ، وأن الإنهيارات التي بدأت بعد وفاة النبي وتوالت حتى اقتلعت النظام السياسي الإسلامي من واقع الحياة ، لم تكن بسبب علـة فـي الدين ، ولا لنقص أو خطأ في منظومته الحقوقية الخالدة ، إنما بسبب المسلمين الذين بدلوا نعمة الله بما تهوى الأنفس ، وهنا يكمن جذر البلاء ، ومنه المنطلق نحو الله . وتأصيلاً وتجذيراً وتسهيلاً لاستيعاب هذا البحث ، فقد قسمته إلى أربعة أبواب ، عالجت في الباب الأول مفهوم الصحبة ، وفي الباب الثاني كشفت الجذور التاريخية لهذا المفهوم ، أما الباب الثالث فقد وضحت فيه المرجعية في الإسلام ، ونظراً لارتباط مبدأ المرجعيه بالقيادة السياسية ، فقد تناولت في الباب الرابع القيادة السياسية في الإسلام ، وسيكتشف القارئ المتمعن أن هذه المواضيع الأربعه تتشابك مع بعضها تشابكاً عضوياً يتعذر فصله ، وفي كل موضوع من هذه المواضيع سقت رأي أهل السنة باعتباره رأياً إسلامياً ، قاد أصحابه الأمة الإسلامية طوال التاريخ ، بعد أن استخرجته من مصادر أهل السنة المعتبرة ، ثم سقت رأي أهل الشيعة ، باعتباره رأياً إسلامياً تولى مهمة المعارضة طوال التاريخ الإسلامي ، بعد أن استمزجت هذا الرأي من مصادر أهل الشيعة ، وبعد ذلك وضعت تحت تصرف عشاق الحقيقة الشرعية المجردة حكم الشرع في كل موضوع من تلك المواضيع . فجاء البحث وحيد زمانه شكلاً وموضوعاً ومنهجية . وحسب علمي القاصر ، فإنه لأول مرة في العصر الحديث يتم تناول هذا الموضوع من قبل عربي من أهل السنة بهذا الشمول والتكامل والموضوعية ، وبهذا الحجم من المعلومات والمراجع .