الإسلام دين الله

كتاب : الإسلام دين الله
المؤلف : الشهيد مرتضى مطهري
عدد الصفحات : 408
 

نبذة عن الكتاب

يعمد كتاب "الإسلام دين الله" إلى تقديم فهم عميق وشامل للإسلام من خلال تسليط الضوء على جوانب متعددة من الدين، وكيف ترتبط العقائد والممارسات الإسلامية بالفكر الروحي والاجتماعي للأمة الإسلامية. يضع المؤلف الأسس الفكرية لتوضيح كون الإسلام ليس مجرد دين عبادات، بل هو منهاج حياة متكامل يشمل كافة جوانب الحياة.

المؤلف: الشهيد مرتضى مطهري

يُعتبر مرتضى مطهري من أبرز العلماء والمفكرين الإسلاميين في القرن العشرين. حصل على تعليمه الديني في الحوزات العلمية في قم ونجف الأشرف، وله دور فعال في الحركة الفكرية الإسلامية المقاومة للإستبداد الفكري والاستعماري. عُرف مطهري بأسلوبه السلس والعمق الفكري في تفسير وشرح المفاهيم الإسلامية، وتقديمها بصورة مبسطة وشاملة.

أهم مواضيع الكتاب

• التوحيد في الإسلام:

  يؤكد الكتاب على مفهوم التوحيد في العقيدة الإسلامية وكيف يشكل الأساس لكل الفكر الإسلامي. يوضح مطهري كيف أن التوحيد لا يقتصر على الاعتقاد بوجود إله واحد فقط، بل يمتد ليشمل التفاعل اليومي للحياة من خلال اعتبار الله هو الغاية الأساسية.

• الشريعة الإسلامية وأثرها على حياة المسلمين:

  يتناول الكتاب تأثير الشريعة في تشكيل الحياة الاجتماعية، ويتحدث عن مكانة الشريعة في تنظيم العلاقات بين الأفراد والمجتمعات. يشرح مطهري أهمية التشريعات الإسلامية في حماية حقوق الإنسان وتعزيز القيم الأخلاقية.

• التحديات المعاصرة للحياة الإسلامية:

  يستعرض مطهري كيفية مواجهة الإسلام للتحديات العصرية مثل الاستعمار الثقافي والاجتماعي، والحداثة، والعولمة. يعرض الحلول من خلال العودة إلى القيم الإسلامية الأصيلة ودمجها بوسائل حديثة.

• الروحانية وأخلاقيات الإسلام:

  يوضح الكتاب جوانب الروحانية في الإسلام، وكيفية تطبيق مبادئ الإسلام لتحقيق السعادة الروحية. يتحدث مطهري عن أهمية القيم الأخلاقية كجزء لا يتجزأ من حياة المسلم.

الفائدة المرجوة من قراءة الكتاب

سيجد القارئ بعد الانتهاء من هذا الكتاب فهماً أعمق للدين الإسلامي، مستنداً إلى النقاط الأساسية التي أضاءها مرتضى مطهري بأسلوبه الفريد. كما سيكتسب القارئ رؤية جديدة حول كيفية تطبيق الإسلام في الحياة اليومية، مما يُعزز لديه القدرة على التعامل مع التحديات المعاصرة بمرونة وثقة مستمدَّة من الإرث الإنساني الكبير للدين الإسلامي.

إن قضية الإسلام والحاجات العصرية من القضايا الإجتماعية المهمة التي تشغل بال المثقفين المسلمين في عصرنا الحاضر، وهم أفضل طبقة اجتماعية من حيث المستوى، كما أن عددهم لحسن - الحظ - جدير بالملاحظة . ويوجد هناك ضرورتان عاجلتان تفرضان على هذه الفئة مسؤولية ثقيلة ورسالة جسيمة. الأولى: ضرورة المعرفة الصحيحة للإسلام الأصيل كفلسفة اجتماعية وعقيدة إلهية، ونظام فكري واعتقادي بناء وشامل، وموصل للسعادة. الثانية: ضرورة معرفة ظروف العصر وحاجاته، والتفريق بين الأمور الناشئة عن التطور العلمي والصناعي، وبين ظواهر الانحراف وأسباب الفساد والانحطاط . فالباخرة التي تريد أن تمخر عباب المحيطات متنقلة من قارة إلى أخرى تحتاج بوصلة لمعرفة الاتجاه، ومرساة ثابتة لحفظها، والحيلولة دون غرقها، وتجاوز الأخطار الناجمة عن المد والجزر، كما أن معرفة وضع البحر وموقعه جغرافياً أمر لا بد منه في كل لحظة، ونحن علينا - من هذا المنطلق - أن نتعرف على الإسلام بوصفه دليلاً في السفر، ومرساة ثابتة تعصمنا من الغرق خلال عوامل المد والجزر ونتعرف كذلك على الظروف الخاصة لكل عصر بوصفها محطات الطريق ينبغي الوصول إليها وعبورها تباعاً حتى نستطيع أن تصل إلى الغاية المنشودة في محيط الحياة المتلاطم. ٦ إن الدين عند الله الإسلام (ج1) وليس هناك مشكلة مستعصية عند الفئة المذكورة إلا عدم الاطلاع على حقائق الإسلام وعدم التمييز بين أسباب الرقي والتطور الزماني، وبين التيارات والظواهر المنحرفة التي هي من طبيعة البشر، وهذا ما يجعل القضية كلغز محير . لكن لا ننكر وجود أفراد وجماعات ينظرون إلى القضية وكأنها - واقعاً - لغز محير معتقدين أن الإسلام» و«الحاجات العصرية نقيضان لا يجتمعان ووجودان لا ينسجمان، ولا بد إذاً من اختبار أحدهما، فأما أن نتمسك بالإسلام وتعاليمه مبتعدين عن كل نوع من أنواع التحديث والتجديد، ونعطل الزمن عن الحركة، وأما أن نستسلم لحاجات العصر المتغير وندع الإسلام باعتباره ظاهرة تتعلق بالماضي السحيق في ملفات التاريخ ... وحديثنا في هذا المقال موجه إلى أمثال هؤلاء. إن الدليل الذي يطرحه هؤلاء هو أن الإسلام بما أنه دين خاتم وتعاليمه خالدة، وأنه يجب أن يبقى دائماً كما كان يوم ظهوره، فهو إذا ظاهرة ثابتة لا تقبل التبدل، أما الزمن فهو متغير بذاته، وطبيعته تقتضي التجديد والتغيير، وكل يوم يأتي بشيء جديد يختلف عن ظروف سابقة، فكيف يمكن التوفيق بين شيئين: أحدهما ثابت في ذاته لا يتغير، والآخر متغير في ذاته لا يثبت؟.