كتاب: "زهير بن القين، علوي خرج يتلقى الحسين"
المؤلف: السيد علي جمال أشرف
عدد الصفحات: ٢٧٢
فكان فيما نحسب - زهير بن القين، وهو أحد أركان معسكر سيد الشهداء ، لأنه صاحب ميمنته ، والمقرب عنده، هدفاً مهماً للأعداء . ولذلك نصبوه غرضاً ، واتهموه بأقذر تهمة ، وسبوه أقبح سبة ، ورموه بفرية فادحة تقشعر لها القلوب والأبدان، فقالوا عنه «عثماني»، وأنه «كان يكره لقاء سيد شباب أهل الجنة » . وتناقل الناس ما قاله عدو شرس من أعدائه وهو «عزرة بن قيس » الذي كان على خيل ابن سعد لعنهما الله .. ولم نجد على حد علمنا ـ من التفت الى ذلك سوى إشارة سريعة وخاطفة للأستاذ محمد نعمة السماوي حيث قال : « وكان زهير ذا ميول عثمانية على حد تعبير أحد جنود ابن سعد » (۱). وناقش الشيخ محمد جواد الطبسي في المجلد الثالث من كتاب «مع الركب الحسيني» هاتين التهمتين مناقشة مقتضبة سريعة غير أنها مركزة ودقيقة ، فجزاهما الله خير الجزاء، وبيض وجهيهما يوم الحشر حينما يواجهان زهير بن القين وسيد الشهداء . *** كان الألم يعتصر قلبي كلما قرأت في التاريخ أو سمعت . من الخطباء وخدام سيد الشهداء ما يتناقلونه عن زهير بن القين، بيد أني لم أسمح في يوم من الأيام - لنفسي أن ألومهم على ذلك، فإنهم ينقلون ما سطره يراع العلماء والفطاحل والمؤرخين الكبار. وأخيراً إستخرت الله وعزمت على متابعة الموضوع واستكشافه، وسجلت ما فتح الله علي، وله الحمد والمنة ، ولسيد الشهداء الشكر والفضل . فإن كان ما ذكرناه في هذا الكتاب كافياً وافياً مقنعاً فالحمد لله أولاً وآخراً، وإلا فالأمل كبير في القراء الكرام أن يتجنبوا ذكر زهير بالعثمانية ، فإنه ذنب لا يحب المؤمن أن يذكر به .