الجذور التأريخية والنفسية للغلو والغلاة

أضيف بتاريخ 07/11/2024
Admin 2


كتاب: الجذور التأريخية والنفسية للغلو والغلاة، دراسة تحليلية في الهوية والجذور لواقع الفرق المغالية
المؤلف: الشيخ سامي الغريري
عدد الصفحات: 513


منذ فترة طويلة وأنا متردد في كتابة هذا الموضوع المهم ، والشائك ؛ لأنه يتعلق بالعقائد من جهة ، ودراسة الفرق من جهة أخرى ، ولكن كنت مستشعراً أهمية هذه المادة المفيدة، لتفهيم أبناء الأمة الإسلامية ما يبيته لهم أعداؤهم ، مــن الإصرار على تفتيت وحدتهم، والتشويش المتعمد على أفكارهم، وهم يعملون هذا تحت ستار الدفاع عن الإسلام ، مما جعل الكثير من أبناء المسلمين يقعون ضحية تلك المؤامرات الخفية منها ، والظاهرة ، ومما يدعو إلى التأمل زهد كثير من الكتاب ، والمؤرخين ، وأصحاب الإختصاص عن البحث في حقيقة هذه المادة ، فجهلوا الأخطار التي تُبيّت لهم . وهذه الدراسة المتواضعة ليس إقراراً، أو دفاعاً وإنما هي دراسة نرجو منها أن تحقق أهدافاً طيبة في خدمة الإسلام، والمسلمين ، ولفت أنظارهم إلى مواقع الاختلاف بين الإمامية ، والفرق المغالية ، والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل ، فهي نوع من أنواع العلاج لتلك الأخطاء ، والمآسي التي لحقت بالإمامية على وجه الخصوص، وعلى الإسلام، والمسلمين على وجه العموم ، وهذه الأخطاء التي جردت فيها الأقلام تارةً ، والسيوف تارةً أخرى ، لا شك أنها خلافات سياسية أكثر منها عقدية ، وأما إذا كانت خلافات علمية فهذه خاض غمارها العلماء ، كل فريق يؤيد ما يذهب إليه ، وينقض ما ذهب إليه الخصم ، بعين الإنصاف طبقاً لقاعدة : «رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري يحتمل الصواب». والذين يتربصون بالإمامية الدوائر : (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ) (۱) ، والذين يمدونهم بكل ما لديهم من التشجيع المادي والمعنوي ، فإذا بهم يتحولون إلى وحوش ، وسباع ضارية ، لا يرقبون في مؤمن إلا ، ولا ذمة . لقد تربى هؤلاء على موائد الكفرة ، ودرسوا في مدارسهم ، وأتقنوا مناهجهم ، ثم أظهروا أنفسهم أبطالاً فاتحين ، واتخذوا لأنفسهم شهادات ، وشعارات براقة خادعة ، وهم ما بين مدافع ثوري اشتراكي ، أو رأسمالي جشع حقود حسود ، أو ماسوني إينما يوجه لا يأتي بخير ، فابتليت الأمة الإسلامية بهم أشد البلاء، وتوالت عليهم المحن، وظهر الإلحاد، وتفرقت الكلمة ، وظهر قرن الشر ، ولكن ونحن على أعتاب صحوة يتمنى كل مؤمن أن تتم بخير ، مع الخوف الشديد أن توجه هذه الصحوة في غير مسارها الصحيح فتنتكس الأمة انتكاسة ربما لا تقوم لها قائمة ـ لا سمح الله - إذا نجح هؤلاء المندسون ، والمأجورون ، على كل شيء حتى على دينهم الذين يعتقدون به . فقد أحاطوهم بصراخ ، وعويل ، أفقدوهم حتى مجرد التفكير ، وجندوهم لقطع أوصال الأمة ، وإلقاء بذرة الشقاق ، ودربوهم على طريقة إلصاق التهم بالآخرين من أهل الحق ، وتشويه سمعتهم ، وذلك من خلال منحهم الشهادات العالية ، والمنح الدراسية ، وكرسي الأستاذية في الجامعة الفلانية ، لاستعباد عقولهم بأي ثمن كان .

aljudhur altaarikhiat walnafsiat lilghlui walghulati, dirasat tahliliat fi alhuiat waljudhur liwaqie alfiraq almughalia aljudhur altaarikhiat walnafsiat lilghlui walghulati, dirasat tahliliat fi alhuiat waljudhur liwaqie alfiraq almughalia