نور البراهين، او انيس الوحيد في شرح التوحيد

أضيف بتاريخ 06/27/2024
Admin 2


كتاب: نور البراهين، او انيس الوحيد في شرح التوحيد - ج1ج2
المؤلف: السيد نعمة الله الجزائري
الجزء الأول
الجزء الثاني


وأما قول سيد الموحدين وإمام العارفين باب مدينة العلم علي بن أبي طالب أمير المؤمنين سلام من الرحمن نحو جنابه، فان سلامي لا يليق ببابه : لو كشف الغطاء لما ازددت يقينا (۱) . فالمراد به - كما قاله المحققون والعلماء العارفون - درجات الجنان وما أعد فيها من الثواب، ودركات الجحيم وما هيأ فيها من العذاب والموت، وما يتعقبه من القيامتين وأهو الهما، وما فيهما مما يقر به العين . والشكر له على أن هدانا الى الدين القويم، والتمسك بعترة خاتم المرسلين، أخذناه ميراثاً من الآباء والأمهات، ووقعنا عليه من الأجداد والجدات. الأعذب الله أمي أنها شربت حب الوصي وغذتنيه من اللبن وكان لي والد يهوى أبا حسن فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن والصلاة على مدينة علمه، وصاحب سره، وآله الغر الميامين المفضلين على سائر الأنبياء والمرسلين . وبعد : فيقول المذنب الجاني قليل البضاعة وكثير الإضاعة نعمة الله الموسوي الحسيني الجزائري وفقه الله تعالى المراضيه، وجعل مستقبل أحواله خيراً من ماضيه : إني لما فرغت من شرحي التهذيب والاستبصار، وشرح عيون الأخبار، وكتاب الأنوار، تاقت نفسي الى كتابة شرح على أصول الدين ومعارج اليقين، وكان كتاب التوحيد من مصنفات الصدوق ابن بابويه سقى الله تراء سجال الغفران، وأسكنه غرف الجنان - مشتملاً على أخبار متضمنة لبراهين التوحيد القويمة، وقواعده المستقيمة؛ لأنها نبعت من عين صافية، ومن حكم شافية، فكتبنا عليه شرحاً يكشف عن بعض معانيه، ويوضح ما يحتاج الى الايضاح من مبانيه، وسميناء نور البراهين في بيان أخبار السادة الطاهرين عليهم من الله سبحانه أكمل الصلوات وأفضل التحيات . ثم (١) لما وفق الله سبحانه لتأليفه وترتيبه وتحريره وتهذيبه ، خدمنا به خزانة السلطان الأعظم، والملك الأفخم فخر الملوك والسلاطين، ونتيجة مقدمتي الزهراء وأمير المؤمنين ، وظلال الله سبحانه على أهل الأرضين القائم بنظام الدنيا والدين، والملقى ظلال عنايته على كافة المؤمنين، الذي أخبر جده النبي له بأن دولتهم متصلة بدولة صاحب الزمان عليه صلوات الرحمن، أعني بذلك السلطان بن السلطان، والخاقان بن الخاقان، سمي جده الحسين الشاه سلطان حسين، ربط الله أطناب دولته بأوتاد الخلود، وأبد أركان سعادته الى يوم الورود من قال أمين أبقى الله مهجته . فنقول (۲) :