مشروعية التبرك، فلسفة التوسل ودليل شرعيته

أضيف بتاريخ 05/27/2024
Admin 2


كتاب: مشروعية التبرك، فلسفة التوسل ودليل شرعيته
المؤلف: الشيخ محمد صنقور علي البحراني
عدد الصفحات: 55


وقع البحث في الكتيب الذي بين يديك حول مسألتين من المسائل التي تعد من بديهيات التراث الديني ، إلا أنه ونظراً لكثرة الجدل حولهما رأيت من المناسب التصدي لمعالجة الشبهة التي عادة ما تثار عنهما، والمسألتان هما التبرك والتوسل بالنبي وأهل بيته ، وما ورد في هذا الكتيب عبارة عن إجابتين عن سؤالين وردا إلي في وقتين مختلفين. وكان السؤال الأول حول دعوى أن التبرك بآثار النبي وأهل بيته من الشرك بالله عز وجل ؛ ذلك لأن التبرك يستبطن الاعتقاد بأن ثمة غير الله نافع وضار. وأجبنا عن ذلك بأن التبرك لا يساوق الاعتقاد بانتساب النفع والضرر استقلالاً لغير الله تعالى ، فنحن وإن كنا نسلم بأن الاعتقاد بإمكانية استقلال غير الله بالنفع والضرر يكون الشرك ، إلا أن التبرك لا يعني ذلك وإنما يعني جعل النبي ﷺ طريقاً لتحصيل النفع أو دفع الضرر "البركة" ، فكما أن عرض النفس على الطبيب لتحصيل الشفاء لا يعد من الشرك نظراً لعدم الاعتقاد بإفادة ذلك للشفاء دون الله تعالى ، فكذلك الحال في التبرك ، فالتبرك بالنبي ﷺ وأهل بيته يعني التوسل بهم إلى الله تعالى لتحصيل البركة والخير . فإذا ما ترتب خير أو اندفع ضرر من التبرك بهم وبآثارهم فهو من الله تعالى وحده ، فهم ليسوا سوى طريق لتحصيل ذلك الخير أو اندفاع ذلك الضرر ، وليس في ذلك من محذور بعد أن اقتضت الإرادة الإلهية أن تجري الأمور وفق الأسباب والمقتضيات المجعولة له جل وعلا. فأي فرق بين أن يجعل الله تعالى هذا العشب طريقاً للشفاء وبين أن يجعل دعاء الرسول أو سؤره أو عرقه طريقاً للشفاء بعد أن كانت مجاري الأمور ومقتضياتها بيده سبحانه وتعالى ، فهو خالق الأشياء وهو الذي أودع فيها الآثار وكيفها بحسب حكمته وعنايته كيف شاء. ثم إنه ولغرض رفع الاستيحاش ، نظرنا للتبرك بما ورد في القرآن من إبراء عيسى للأكمه والأبرص بإذن الله تعالى ، فكما أن الاعتقاد بأن

mashrueiat altabaruku, falsafat altawasul wadalil shareiatih mashrueiat altabaruku, falsafat altawasul wadalil shareiatih