مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل 18 جزء

أضيف بتاريخ 05/22/2024
Admin 2



الشيعة وتدوين الحديث : واما الشيعة فانها ترى بان الرسول الاعظم - الذي حطم غرور مناوئيه ودحر أعداءه الذين ركب الطيش رؤوسهم وتسربلوا سراويل الهمجية - يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويدعوهم للتحلي بالصفات الحميدة والسجايا الرشيدة لم يكن - وهو رحمة الله للعالمين - تاركا امته تسير سيرا عشوائيا من دون ان يعين لها رباناً يهديهم دار السعادة ويبين لهم الاحكام والفرائض . فأودع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) نواميس الإسلام وأحكامه ، وسننه وفروضه وما يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم ، فدون ( عليه السلام ) - ما دون - بخط يده ، في حياة الرسول ، مما أملى عليه ، كتاب الاحكام والسنن ، فيه كل حلال وحرام حتى أرش الخدش ، وهو المسمى بالصحيفة الجامعة (1) . وأخرج الحمويني - كما في ينابيع المودة - بسنده عن الباقر عن أبيه عن جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي اكتب ما املي عليك ، قلت : يا رسول الله أتخاف على النسيان ؟ قال : لا ، وقد دعوت الله عز وجل أن يجعلك حافظا ، ولكن اكتب لشركائك الأئمة من ولدك بهم تسقى امتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عن الناس البلاء ، وبهم تنزل الرحمة من السماء ، وهذا أولهم وأشار الى الحسن (۱) ارشاد المفيد ص ۲۹۲ واعلام الورى ص ١٦٦ . ( عليه السلام ) ثم قال : وهذا ثانيهم وأشار الى الحسين ، قال : والائمة من ولده (۱) وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ان عندنا جلدا سبعون ذراعا إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) ، وان فيه جميع ما يحتاجون إليه حتى أرش الخدش (۲) ويظهر ان الامامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) قد رأيا ذلك ، وهي معروفة عند أعلام العامة كغياث بن ابراهيم ، وطلحة بن زيد ، والسكوني ، وسفيان بن عيينة ، والحكم بن عيينة ، ويحيى بن سعيد . ان اهتمام الائمة المعصومين بتدوين الحديث ، كان العامل الحساس والاساسي في حفظ تلك الآثار الخالدة والكتب القيمة والاحاديث الهامة ، بالرغم من المتناقضات التي كانت تتحكم آنذاك بين المسلمين ، فبعض يرى تدوين الحديث وآخرون يرون خلافه