كتاب: السنن التاريخية في القرآن
المؤلف: السيد محمد باقر الصدر
عدد الصفحات: 193
نبذة عن الكتاب
الكتاب "السنن التاريخية في القرآن" من تأليف السيد محمد باقر الصدر يُعتبر من الأعمال البارزة التي تسلط الضوء على العلاقة بين النصوص القرآنية وحركة التاريخ. يسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى استنباط القوانين الكامنة في الأحداث التاريخية من خلال الرؤية القرآنية، مما يتيح للقارئ فهم الأبعاد التاريخية للقرآن وتأثيرها على الحاضر والمستقبل.
أهم محتويات الكتاب
-
المدخل إلى السنن التاريخية
يبدأ السيد الصدر بتعريف مفهوم السنن التاريخية ويشرح كيف يمكن تفسير الأحداث التاريخية من خلال الأبعاد الدينية والاجتماعية. هذا المدخل يعد تمهيداً لما سيتم مناقشته لاحقاً حول كيفية تأصيل السنن التاريخية من خلال النصوص القرآنية.
-
مفاهيم سنن الله في التاريخ
يتناول المؤلف هنا القوانين الإلهية التي تؤثر على مسار التاريخ، ويستشهد بالآيات القرآنية التي تتحدث عن مصير الأمم والشعوب. يُبرز كيفية استجابة الشعوب لهذه السنن، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وكيف أن ولاءهم لله عز وجل يلعب دوراً رئيسياً في هذه الاستجابة.
-
دراسة تاريخية لشعوب أُخرى في القرآن
في هذا الجزء، يقوم السيد الصدر بتقديم دراسات عن بعض الشعوب المذكورة في القرآن مثل بني إسرائيل، والفرس، والعرب، وكيف تكشفت السنن التاريخية من خلال مصائرهم. يُظهر هذا التحليل كيفية تأثير هذه السنن على وجودهم ومستقبلهم.
-
دعوة للتفكير النقدي
يختم السيد الصدر الكتاب بدعوة القراء للتفكير النقدي في الأحداث التاريخية المحيطة بهم، وكيف يمكن أن تُفسر من خلال العبر المستخلصة من القرآن. يحث على أهمية الوعي التاريخي كوسيلة لفهم واقع الأمة الإسلامية والعالم ككل.
نبذة عن مؤلف الكتاب
السيد محمد باقر الصدر هو عالم دين ومفكر عراقي يُعتبر من أبرز المفكرين الإسلاميين في القرن العشرين. يُعَدّ فكره تجسيداً للتلاقي بين الفلسفة والدين، حيث اهتم بموضوعات متعددة من بينها الاقتصاد، والعلوم الاجتماعية، والفقه الإسلامي. يتميز أسلوبه بالعمق والوضوح، ويعتمد على منهج تحليلي يستند إلى النصوص الدينية، مما يجعله واحداً من الشخصيات البارزة في مجال البحث الإسلامي.
الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب
من خلال قراءة "السنن التاريخية في القرآن"، يمكن للقارئ أن يحصل على فهم أعمق للترابط بين الدين والتاريخ، ويستنبط دروساً حيوية يمكن تطبيقها على مجتمعه. يعزز الكتاب من التفكير النقدي ويشجع على إعادة قراءة التاريخ الإسلامي بصورة تأملية، مما قد يساعد في صياغة استراتيجيات مستقبلية موفقة للأمة الإسلامية.
موضوعنا في هذه الصفحات هو منهج الشهيد الصدر في التفسير . تتناول فهمه لتفسير القرآن، رأيه في التفاسير السابقة، وظيفة التفسير وهدفه، ومن ثم قابليته للحياة. وإذا كانت التجربة هي المعيار في العلوم التجريبية، فإن المقارنة هي المعيار في العلوم الإنسانية. من هنا قدمنا للحكم على تفسير الشهيد الصدر بمهاد نستعرض فيه ماهية التفسير وشؤونه مقياساً نقارن به ما وصلنا إليه في دراسة منهج الشهيد الصدر وتقييم ذلك المنهج . وإذا كان الشهيد الصدر قد عُرف بفلسفته واقتصاده ومنطقه، فإن تفسيره لا يقل أهمية عن كل ذلك، لا بل قد يكون الأكمل والأرقى من خلال استناد كل نظرياته وطروحاته على ذلك التفسير الذي، كما سنرى، يتجاوز ما عداه من تفاسير : إنه تفسير متحرك يواكب الحياة ويسير مع الزمن ليكست النظرية القرآنية قيمومة تجابه ما يتحداها من نظريات وأفكار . ما يطالعنا في استعراض مؤلفات الشهيد الصدر هذه الـ «أنا» التي ألحقها بفلسفتنا، واقتصادنا، ومجتمعنا (۱). هذه الـ «أنا» التي تحدد الهوية والانتماء: الهوية الإسلام العقيدة والفكر والانتماء، الحضارة والتراث. فالباقر يرمي من خلال تلك التسمية إلى الرد على التحدي الذي جوية (1) هذا المؤلف لم ير النور، يشير إليه المؤلف في مقدمة كتابه «اقتصادنا» (دار التعارف للمطبوعات) ط ۱۷ ، ص ۲۷. منهج الباقر في التفسير به الإسلام، والفهم الخاطىء المتعمد لروح الإسلام حضارة وتراثاً وناموساً للحياة . فالإنسان، كما فهمه الشهيد الصدر، خليفة الله في الأرض: (إني جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَة [البقرة: الآية (٣٠)، والله هو الهدف الأسمى والمثل الأعلى للإنمسانية جمعاء. وقف الشهيد الصدر أمام استخلاف الله للإنسان وانتمائه في الأرض، فساءه واقع ذلك الإنسان يترنح قلقاً أمام قدسية الخلافة، ويتلوى ضياعاً أمام شرف الأمانة. فقام يذكر الإنسان بإنسانيته أملاً بالارتقاء بتلك الإنسانية من دنس الواقع إلى قدس الخلافة وشرف الأمانة. فكانت عودته إلى الانفتاح على رسالة الإسلام الحقيقية، وإدراك وحدوية طريق الخلاص بالانضواء تحت لواء الإسلام نظاماً وسلوكاً وممارسة . الإسلام، برأي الباقر، وحده طريق الخلاص بعدما عانت الإنسانية، وما زالت، من ألوان القلق والتذبذب بين تيارين ملغوم كلاهما بقنابل الذرة