كتاب: المعرفة الفطرية
المؤلف: الدكتور السيد محمد الحسيني البهشتي
عدد الصفحات: 160
نبذة عن الكتاب
كتاب "المعرفة الفطرية" للدكتور السيد محمد الحسيني البهشتي هو عمل يتناول فكرة المعرفة الفطرية، وكيفية تأثيرها على تفكير الإنسان وفهمه للعالم من حوله. يُقدّم الكتاب رؤية فلسفية وعلمية حول كيفية اكتساب المعرفة، وأهمية الفطرة في هذا السياق. يمتد الكتاب على 160 صفحة، محتوياً على مفاهيم عميقة تهدف إلى تسليط الضوء على طبيعة المعرفة البشرية.
أهم محتويات الكتاب
1. تعريف المعرفة الفطرية
يتناول الفصل الأول تعريف المعرفة الفطرية ومفهومها في الفلسفة وعلم النفس. يوضح الدكتور البهشتي أن المعرفة الفطرية هي تلك الأفكار والمفاهيم التي يُولد بها الإنسان، والتي لا تحتاج إلى تعليم مباشر أو تجربة. يتم مناقشة أمثلة على هذه المعرفة وكيف تؤثر على سلوك الأفراد ومعتقداتهم.
2. الفرق بين المعرفة الفطرية والمعرفة المكتسبة
في هذا الجزء، يشرح المؤلف الاختلافات الأساسية بين المعرفة الفطرية والمعرفة المكتسبة. يتم تناول الطرق التي تتطور بها المعرفة المكتسبة من خلال التعليم والتجارب الحياتية، وكيف يكمل ذلك المعرفة الفطرية بدلاً من أن يتعارض معها. يُبرز أهمية التوازن بين النوعين من المعرفة في تشكيل شخصية الفرد ورؤيته للعالم.
3. الفطرة كمرشد للإنسان
يخصص هذا الفصل للحديث عن دور الفطرة كمرشد للأفراد في اتخاذ القرارات. يقدم البهشتي أمثلة من التاريخ والثقافات المختلفة حول كيفية الاعتماد على الفطرة في المواقف الصعبة، مما يعكس القوة البشرية الأساسية في التفكير والإبداع.
4. المعرفة الفطرية في السياقات الاجتماعية والدينية
يتناول الكتاب في هذا الجزء كيفية تأثير المعرفة الفطرية على العلاقات الاجتماعية والقيم الدينية. يناقش الدكتور البهشتي كيف يمكن أن تساعد الفطرة في تعزيز الاندماج الاجتماعي وخلق القيم المشتركة بين الأفراد في المجتمع.
5. الفطرة والتربية
يتطرق الكاتب إلى دور الفطرة في عملية التربية والتنشئة. يوضّح كيف يمكن توجيه الفطرة بطريقة صحيحة لتطوير المهارات الفكرية والأخلاقية للأطفال، وكيف تؤثر البيئة المحيطة على ذلك. يشمل هذا الفصل نصائح للمعلمين والآباء حول كيفية تشجيع المعرفة الفطرية لدى الأجيال الجديدة.
أسلوب ومنهج الكتاب
يمتاز أسلوب الكتاب بالوضوح والبساطة، مما يسهل على القراء من مختلف الخلفيات فهم المحتوى. يستخدم الدكتور البهشتي أمثلة واقعية وشهادات من علماء وفلاسفة لتعزيز أفكاره. يعكس المنهج تأملاً عميقًا في طبيعة المعرفة الإنسانية، مؤكدًا على أهمية الفطرة كجزء أساسي من التجربة الإنسانية.
بالمجمل، يُعد كتاب "المعرفة الفطرية" مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بعلم النفس والفلسفة، ويعزز التفكير النقدي حول كيفية فهمنا للعالم ومعرفتنا به.
هذا الكتاب الذي بين يديك عبارة عن مجموعة من المحاضرات والدروس التي ألقاها السيد محمد حسين البهشتي في صف لكوادر حزب الجمهورية الإسلامية، في صيف سنة (۱۹۸۰م. وقد دارت رحى هذه المحاضرات حول المعرفة الفطرية، وقد حاول أن يعالج ويناقش في هذه المحاضرات بعض أصول النظرية الماركسية التي كانت منتشرة بين أوساط الشباب في إيران في مطلع الثورة الإسلامية بل وفي كل البلاد الإسلامية، وأن يسلط الضوء على بعض المفاهيم الإسلامية المقابلة لها . من هنا كانت هذه المحاضرات مع بساطتها واعتمادها على الأسلوب الواضح والسهل، تحتوي على الكثير من المفاهيم المهمة والأساسية التي يحتاجها الإنسان المسلم في كل وقت وحين، حتى في عصرنا الذي اندحر فيه الفكر الماركسي وتلاشت شوكته، التي كانت تشكل الخطر الأكبر على المسلمين في الماضي، فإن هذه الدروس تبقى محافظة على رونقها وحيويتها، لما تحتوي عليه من مفاهيم إسلامية، وأفكار فلسفية تساعد الفرد المسلم على تحصين ذاته من غزو الأفكار الفلسفية الأخرى. ومن هذا المنطلق كانت ترجمة هذا الكتاب تحتوي على تلك الأهمية التي يحملها هو نفسه، وإن كان هذا الأمر قد تأخر بعض الشيء عن وقته، إلا أن القيمة الأساسية فيه تبقى محفوظة، مهما طال به الزمن. وقد اعتمدنا في ترجمتنا على المحافظة قدر المستطاع على أسلوب الدرس والمحاضرة التي تغلب على هذا الكتاب، من قبيل التسهيل والإسهاب بالعرض والتفصيل ، و ...، وهو أسلوب قد يكون معيباً بنظر البعض في الكتابات المباشرة كالتأليف والتحقيق، خصوصاً العلمية منها. إلا أن السيد البهشتي قد صرّح في طيات كلماته بأنه قد تعمد عدم الخوض في غمار المصطلحات التخصصية المعقدة التي قد لا يفهمها إلا أهل الاختصاص، كما تعمد التوضيح الذي يناسب جميع فئات المجتمع . وعلى هذا الأساس، فقد يجد القارئ في هذا الكتاب تكراراً في بعض الأفكار، وقد يلاحظ كثرة الأمثلة التوضيحيةبل قد يرى في بعض الأحيان تشوشاً في العبارة التي تفرضها طبيعة المحاضرة الارتجالية، وطبيعة الرد على الأسئلة والمناقشات، وقد حاولنا حسب المقدور - إلا ما رحم ربي - أن نحافظ على هذه المقاصد التي أراد السيد البهشتي أن تقوم محاضراته ودروسه على أساسها، مع المحافظة كذلك على إيصال المعنى الذي أراده السيد من خلال كلامه.