كتاب: فلسفة الدولة في الفكر السياسي الشيعي، ولاية الفقيه نموذجاً
المؤلف: الشيخ محمد شقير العاملي
عدد الصفحات: 410
إن لبحث فلسفة الدولة في الفكر السياسي الشيعي أهميته الخاصة، لإنه يعنى ببيان حقيقة الدولة وأهدافها ووظائفيتها بحسب رؤية المدرسة الفكرية لأهل البيت الالام . ويضيف البحث أهمية أن الدولة - والفعل السياسي عامة ـ تدخل ضمن دائرة التشريع الديني والمعرفية الدينية، والتي تذهب ـ في النطاق الإسلامي الشيعي - إلى كون تلك الدولة في عصر الغيبة الكبرى (أي غيبة الإمام المهدي ) معنية بجملة من الوظائف المتعلقة بالإمام المعصوم الله ، أي أن دولة الولي الفقيه تشكل نوع امتداد لدولة الولي المعصوم لا . كما أن دولة المعصوم الله قد أخذت مكانها في التاريخ الإسلامي سواء من قبل الرسول الخاتم محمد الله ، أو من قبل الإمام علي عليا ، ولا شك أنها ـ أي دولة المعصوم لا في جنبتها التاريخية - تشكل حقلاً خصباً لفهم الدولة في الإسلام. إن دولة الولي الفقيه ليست مفصولة في مبانيها عن دولة الولي الإمام ليلا ، وهي بدورها ليست مفصولة عن دولة الولي الرسول ﷺ ، وهذه الدولة أيضاً ليست مفصولة عن منتوج الوحي ومعطياته، وهذا المنتوج بدوره ليس مفصولاً عن الأسس المعرفية وأيضاً عن الأسس الكلامية التي تبدأ من وجود الخالق إلى (٥) غايات الخلق إلى فلسفة النبوة، ولابد أن نصل في نهاية المطاف إلى البحث في فلسفة الإمامة ووظائف الإمام. إن جميع ما تقدم يجعل من الأهمية بمكان أن نبحث حقيقة الدولة وفلسفتها ومبانيها الكلامية وأسسها الفكرية وجميع الموضوعات التي ترتبط ببيان حقيقتها وطبيعتها الوجودية. إن فلسفة الدولة تتمحور بشكل أساسي حول أدائها لتلك الوظيفة المناطة بالإجتماع السياسي على مستوى قيادة الاجتماع البشري إلى أهدافه الواقعية ومصالحه الحقيقية، لما للدولة من تأثير كبير في حركة ذلك الإجتماع وتوجهاته. ولا يخفى ذلك الإرتباط الجذري والعميق ما بين فلسفة الدولة وجنبتها الوظائفية، إذ إن حقيقة الدولة أكثر ما تظهر في قائمة الوظائف التي تتصدى لها وتتولاها وفي أولوياتها الوظيفية وفي طبيعة اهتماماتها وأدائها على المستوى الإجتماعي والسياسي والاقتصادي.. وننالال وفي الغايات الوجودية التي ترى ضرورة العمل على إيصال الإنسان إليها، وأهمية السعي في توظيف إمكانياتها
falsafat aldawlat fi alfikr alsiyasii alshiyeii, wilayat alfaqih nmwdhjaan