كتاب: شوارق النصوص ، في تكذيب فضائل اللصوص - ج1 ج2
المؤلف: السيد حامد حسين الموسوي النيسابوري الهندي اللكهنوي
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً والصلاة والسلام على النبي المصطفى وأهل بيته الطيبين الطاهرين . وبعد ، إن أعداء وخصوم أهل بيت الوحي والنبوة حينما وجدوا عـظمة مكانة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكثرة ما ورد من الفضائل والمناقب الواردة في حقه عن رسول الله الله على لسان الصحابة والتابعين ، لم يرق لهم ذلك فحاولوا الوقوف ضدّها بشتى السبل الممكنة ، لكنهم لما وجدوا عدم وسعهم في تكذيب هذه الأحاديث أو تضعيفها لاشتهارها وتواترها ، عمدوا الى تحريف بعض متونها وقلب مضامينها ، ووضع أحاديث مختلفة ومزوّرة ومشابهة لها بفضل غيره كأبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يكن ذلك حباً منهم لهؤلاء ، بل كان قصدهم تقليل ما لأمير المؤمنين من فضائل ومناقب في أعين الناس . ولكثرة ما اشاعوا وأذاعوا من هذه الأحاديث المختلفة والموضوعة قــام بعض أئمة القوم - تعصباً منهم - بتدوينها في مسانيدهم ومعاجمهم ، وذاكرين لها في ابواب مناقبهم ، وحاكمين عليها بالصحة والوثوق سواء كان ذلك تعمداً منهم أو جهلاً بذلك . وبلغ تعصب بعض آخر حداً أن ردّ وطعن في كل ما لأمير المؤمنين من فضائل ومناقب ، وبالغ بعض آخر منهم فطعن فيما اشتهر وتواتر من الأحاديث في حقه الا كالفخر الرازي حينما طعن في حديث الغدير ، وابن تيمية اذ رد حديث ( ستفترق امتي ... ) ، وكذا البدايوني الهندي اذ رد على حديث الراية . وزاد آخرون في تعصبهم حتى طعنوا في الأحاديث التي أخرجتها صحاحهم بالخصوص البخاري ومسلم ، ولم يكترثوا الى القول بقطعية صدور جميع أحاديثهما عندهم . وذلك كما فعل ابن تيمية وابن الجوزي في قدحهم لحديث ( انــي تـارك فيكم الثقلين ... ) الوارد في صحيح مسلم ، والآمدي ومن تبعه في إبطال حديث ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... ) المذكور في الصحيحين ، والدهلوي الذي أبطل حديث هجر الزهراء لأبي بكر حتى توفت ، الوارد فــي الصحيحين .