كتاب: فاجعة الطف ابعادها ثمراتها توقيتها
تأليف: السيد محمد سعيد الحكيم
الناشر: دار الهلال
الطبعة: الثالثة مزيدة ومنقحة 2010
عدد الصفحات: 672
الحجم: 4.5 M
وبعد.. فقد كثر الحديث عن نهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) التي انتهت بفاجعة الطف عرضاً وتقييماً، وتفجعاً وافتخاراً، وغير ذلك من شؤون هذه الملحمة الدينية الكبرى. ولعله لم تحظ واقعة في الإسلام - بل في العالم - بمثل ما حظيت به هذه الواقعة من الاهتمام والتقييم في أحاديث وكتابات بلغ كثير منها كتباً كاملة، بل مجلدات. وذلك قد يوحي بأن الحديث عنها بعد ذلك لا يزيد شيئاً، بل هو تكرار لأفكار سابقة، واجترار المفاهيم مطروحة. ولكن الذي يبدو لنا أن الأمر ليس كذلك، وأن بعض جوانب هذه النهضة المباركة لم يأخذ حظه المناسب من البحث والتقييم. بل حيث كانت هذه النهضة المقدسة - حسب عقيدتنا كمسلمين شيعة إمامية اثني عشرية نستمد تعاليمنا من أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) - بأمر من الله تعالى وعهد معهود منه سبحانه، فقد تكون لها من الأهداف والثمرات في علم الله عز وجل ما لم يدركه الناس بعد. وربما يظهر بمرور الزمن وفي الوقت المناسب من فوائدها وثمراتها ما هو مغفول عنه الآن. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاء (1) . وها نحن نضع بين يدي القارئ الكريم كتاب ( فاجعة الطف) الذي بحثنا فيه جوانب مهمة من نهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) لم تطرق من قبل، أو لم تأخذ حظها المناسب من البحث والتقييم. وقد اخترنا للكتاب هذا العنوان من أجل أن أهمية هذه النهضة المباركة، وموقعها المتميز من بين الأحداث، في خلودها، وترتب الثمرات الجليلة عليها، وما أحدثته من هزة في المجتمع الإسلامي، وتحول في نظرته للسلطة، كل ذلك إنما كان بلحاظ وجهها الدامي، وجانبها المفجع، وظلامتها الصارخة. ولذا أكد أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم على هذا الجانب بوجه ملفت للنظر.