كتاب: إنسان بعمر 250 سنة
المؤلف: السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله
عدد الصفحات: 304
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المحاضرات والدراسات التي ألقاها ودونها الإمام الخامنئي دام ظله في سيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام، تم جمعها وتنسيقها وتبويبها بحيث تحقق الهدف والغرض من طرح فكرة هذا الكتاب الجديدة والإبداعية؛ فقد كان أول طرح لهذا المفهوم الكبير والمتقدم بعنوان «إنسان بعمر ٢٥٠ سنة من قبل الإمام الخامنئي دام ظله في المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام عام ١٩٨٦م. والكتاب الحاضر، قبل أن يكون كتابا تاريخيا صرفًا، هو متن تحليلي تاريخي؛ يتضمن بالإضافة إلى السرد والشرح التاريخي لوقائع من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام، طرح وبيان رؤية تحليلة كلية لحياة كل معصوم بالنظر إلى المسار التاريخي لمرحلة إمامته، وفي إطار رؤية متكاملة ومترابطة مع باقي الأئمة الأطهار عليهم السلام ، بحيث غدت سيرتهم الجهادية بمثابة عرض منسجم ومترابط الحركة واحدة متصلة ومتواصلة نحو مقصد واحد وغرض مشخص. وهو يهدف بشكل أساسي إلى تكوين رؤيا واضحة عن الحياة السياسية للأئمة الأطهار عليهم السلام، وإلى تسليط الضوء والبحث عن عنصر الجهاد والمواجهة السياسية التي اتسمت بها حياتهم المباركة، والمقصد الحقيقي الذي كانوا يرمون الوصول إليه. انسان بعمر ٢٥٠ سنة والفكرة المركزية التي تبتني عليه هذه الرؤية هي النظر إلى الأئمة عليهم السلام على أنهم شخص واحد يحيا بأهداف واضحة ومحددة على المستوى المرحلي والاستراتيجي؛ يسعى دون كلل أو ملل للوصول إلى هذه الأهداف، والتي هي نفسها أهداف هذا الدين الحنيف والرسالة المحمدية الأصيلة. وقد امتدت حياة هذا الإنسان على طول حياة الأئمة عليهم السلام، أي من سنة ١١ للهجرة حتى عام ٢٦٠ للهجرة، ليكون إنسانًا بعمر ٢٥٠ سنة، ومن هنا اقتبس عنوان هذا الكتاب من كلمات القائد نفسها. في الختام لا بد من الإشارة إلى أن حجم الكلام الذي صدر عن الإمام الخامنئي في الأبعاد المختلفة لحياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام وخاصة حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والإمام أمير المؤمنين والإمام الحسين عليه السلام وكذلك في دائرة السيرة الشخصية لكل واحد من المعصومين عليهم السلام أكثر بكثير من المقدار الوارد في هذا الكتاب. وعليه يمكن اعتبار هذا الكتاب مقدمة أساسية وديباجة مفيدة للدخول إلى المعارف الأساسية والأصيلة في حياة المعصومين عليهم السلام والواردة في كلمات الإمام الخامنئي دام ظله وخطاباته . ولا يسعنا في النهاية إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى جميع الذي ساهموا في انجاز هذا العمل واتمامه حتى النهاية، ونخص بالشكر فضيلة السيد عباس نورالدين الذي كان له الفضل في ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية، فاسحًا بذلك المجال أمام إخراجه إلى المكتبة العربية.