إثبات أن الإمام الحسين هو الرجل الأول في المسلمين وقتله الجريمة الكبرى - من كتاب فاجعة الطف

أضيف بتاريخ 07/15/2024
|

كتاب: فاجعة الطّف، أبعادها، ثمراتها، توقيتها، بحث تحليلي في أبعاد وثمرات نهضة الحسين عليه السلام.


المؤلف: السيد المَرجِع محمد سعيد الحكيم قُدِّسَ سِرُّه.

لقراءة الكتاب من مكتبة نرجس:
https://www.narjeslibrary.com/gdyd-alktb/c/0/i/40374033/fagaa-altf-abaaadha-thmratha-tokytha

نقرأ من صفحة ثمانية وخمسين إلى صفحة سبعة وستين



قتل الإمام الحسين عليه السلام هو الجريمة الأولى:



اشترك في القناة ليصلك جديدنا



ولا ينبغي الإشكال في أن أعظم جريمة من الناحية الواقعية ـ بل حتى العاطفية - في هذه الفاجعة الممضة هو قتل شخص الإمام الحسين (صلوات الله عليه). لما يتمتع به....



أولاً : من مقام ديني رفيع يستحق به الولاء والتقديس، كما يتضح بالرجوع إلى ما ورد في حقه وحق أهل بيته (صلوات الله عليهم) في الكتاب المجيد، وعلى لسان النبي مما لا يسعنا استيعابه بإيجاز، فضلاً عن تفصيل الكلام فيه. ولاسيما مع وضوحه وشيوعه، وتيسر الاطلاع عليه بالرجوع للمصادر الكثيرة للفريقين.



وإذا اختص الشيعة بالقول بالنص الإلهي على إمامة الحسين (صلوات الله عليه)، وأنه هو الإمام الحق دون غيره، فلا إشكال بين المسلمين قاطبة في أنه لا في عصره هو الرجل الأول في المسلمين، أفضلهم عند الله عز وجل، وأرفعهم مقاماً، وأعظمهم كرامة، وأولاهم بالإمامة من غيره.



وقال البلاذري : « وكان رجال من أهل العراق ولثمان أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين يجلونه ويعظمونه، ويذكرون فضله، ويدعونه إلى أنفسهم، ويقولون: إنا لك عضد ويد. ليتخذوا الوسيلة إليه، وهم لا يشكون في أن معاوية إذا مات لم يعدل الناس بحسين أحداً».



وثانياً: من قربه من النبي الله ، فهو بقية أهل البيت الذين كان ل يخصهم بعواطفه وألطافه. ولازال بقايا الصحابة يذكرون مفردات ذلك، ويحدثون به.



حتى إن غير واحد من الصحابة أنكروا على عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية حينما أخذا ينكتان ثغر الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بالقضيب لما وضع رأسه بين أيديهما، وذكروا لهما أن رسول الله الله كان يقبل ثغره، كأنس بن مالك (٢)، وزيد بن أرقم (۱) ، وأبو برزة الأسلمي (٢)، وربما غيرهم (۳).



وبالجملة : كان الناس إذا رأوا الحسين (صلوات الله عليه) ذكروا رسول الله ال وتذكروا مشاهده معه، وما كان يبديه نحوه من مظاهر الحب والحنان والتكريم والتبجيل. وذلك يوجب مزيداً من الانشداد الديني والعاطفي نحوه . وثالثاً: من مؤهلات شخصية من عقل ودين واستقامة وشجاعة وعلم وعمل وخلق وسلوك وسخاء وحسن معاشرة ومخالطة مع الناس.... إلى غير ذلك مما يفرض حب الخاصة والعامة له ، واحترامهم إياه،

وانشدادهم نحوه.



حتى إنه ( صلوات الله عليه ) لما كتب إلى معاوية ينكر عليه جملة من موبقاته قيل لمعاوية: «اكتب إليه كتاباً تعيبه وأباه فيه». فقال: «ما عسيت فيه أن أقول في أبيه إلا أن أكذب، ومثلي لا يعيب أحداً بالباطل. وما عسيت أن أقول في حسين ولست أراه للعيب موضعاً ...



الإمام الحسين اللي هو الرجل الأول في المسلمين:



ومن أجل ذلك كله حاز المقام الأول في المسلمين. حيث يأتي عن شبث ربعي بن قتل الإمام الحسين أنه خير أهل الأرض. ربعي في حديث له عن . وعن معاوية أنه (صلوات الله عليه ) أحب الناس إلى الناس.



وفي حديث محمد بن الحنفية مع الإمام الحسين لا قال: «إني أخاف أن تدخل مصراً من هذه الأمصار، وتأتي جماعة من الناس، فيختلفون بينهم، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك، فيقتتلون، فتكون لأول الأسنة. فإذا خير هذه الأمة كلها، نفساً وأباً وأماً، أضيعها دماً، وأذلها أهلاً).



وورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن الإمام الحسين الا مر على جماعة هو فيهم، فقال: «ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟» قالوا: بلى. قال: «هو هذا الماشي. ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين. ولئن يرضى عني أحب إلي من أن تكون لي حمر النعم) .



وفي حديث للفرزدق : «هذا الحسين بن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى عل. هذا و الله خيرة الله ، وأفضل من مشى على الأرض من خلق الله ... » (1) . وعنه أيضاً أنه قال للإمام الحسين ال: «أنت أحب الناس إلى الناس، والسيوف مع بني أمية، والقضاء في السماء».



وفي حديث لعبد الله بن مطيع مع الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وهو في طريقه إلى مكة قال له فيه: «فالزم الحرم، فإنك سيد العرب في دهرك



.....هذا



وقال ابن الأثير : «فقال الناس لسنان بن أنس النخعي: قتلت الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله ﷺ. قتلت أعظم الناس خطراً ...)(4). وقد قال من شقي بحمل رأسه الشريف مخاطباً أسياده الظالمين: أوقر ركابي فضة وذهباً إني قتلت السيد المحجبا قتلت خير الناس أماً وأبا وخيرهم إذ ينسبون نسبا .



وقد جاء في كتاب عبد الله بن جعفر له لا محاولاً صرفه عن المسير: «أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تقرأ كتابي هذا ، فإني مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك، واستئصال أهل بيتك. إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فإنك علم المهتدين، ورجاء المؤمنين، فلا تعجل ...»(٢). وقال عبد الله بن مطيع: «أذكرك الله - يا ابن رسول الله ـ وحرمة الإسلام أن تنتهك، أنشدك الله في حرمة قريش، أنشدك الله في حرمة العرب. فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك، ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحداً أبداً ... » (۳) . وروی ابن سعد مسنداً قال: «مرّ حسين بن علي على ابن مطيع، وهو ببئره



قد أنبطها، فنزل حسين عن راحلته، فاحتمله ابن مطيع احتمالاً حتى وضعه على سريره، ثم قال : بأبي وأمي أمسك علينا نفسك . فوالله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيداً». وعنه أيضاً أنه قال للإمام الحسين ال: «و والله لئن قتلت لا بقيت حرمة بعدك إلا استحلت.