الإمام الحسن في مواجهة الانشقاق الأموي

أضيف بتاريخ 06/17/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي
المؤلف: السيد سامي البدري
عدد الصفحات: 617


ورأيت نفسي : أمام قضية جديدة لم يشر إليها أحد من الباحثين قبلي وهي أن كل ما سجلته كتب التاريخ من ترويع وقتل وسجن وتهجير لشيعة الكوفة من قبل ولاة معاوية لم يكن قد وقع أيام الحسن بل كان بعد وفاته ، وهذا يعني أن عشر سنوات من حياة الحسن بعد الصلح كانت سنوات أمان تام للشيعة لم يُروع فيها شيعي واحد . استوقفتني هذه الحقيقة : الكبيرة : المغيبة : لأكثر من اثني عشر قرنا . وقد علق استاذي العلامة العسكري رحمه الله في حينها لما عرضت عليه ذلك قائلا : لقد جئت بشيء جديد من أسرار صلح الحسن . ورأيت نفسي أيضا أمام معلومات أخرى لم تأخذ طريقها عند الباحثين في تأسيس الرؤية المناسبة حول موقف العراقيين من الحسن من قبيل قوله حين ترك الكوفة : وما عن قلى فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري و من قبيل قول عبد الله بن الزبير لمعاوية لما اشتكى من قلة تردده عليه عند قدومه إلى المدينة : أن مع الحسن مائة ألف سيف لو شاء لضربك بها ، وقوله : والله ان أهل العراق لأبر بالعراق من أم الحوار بحوارها . وأمام رواة عرفوا بوضع الأخبار : أمثال عوانة بن الحكم الذي روى عنه الطبري قصة الصلح : التي تؤكد : أن هدف الحسن من الصلح هو مسألة الحصول على الأموال ! وان السبب الذي دعاه للصلح هو خيانة الجيش ! وان الذي حصل على أمان الشيعة هو قيس بن سعد ! وليس الحسن ! وأدركت من خلال ذلك أنني أمام مشروع قراءة جديدة للصلح) تستند على معلومات جديدة وليس مجرد رأي وتحليل للمعلومات القديمة ، ثم فرضت هذه القراءة نفسها علي أن أواصل متابعتها بحثاً ومناقشة ومحاضرة مدة ثلاث وعشرين سنة تقريبا في مناسبات شهر رمضان وغيره من الشهور في مدينة قم ولندن وسوريا ، وأسبانيا وبغداد واخيرا النجف الأشرف والحلة الفيحاء ونشرت خلالها ملخصا للبحث في صحيفة الراصد سنة ٢٠٠٣م التي كانت تصدر في بغداد وجريدة البقية ومجلة النجف الاشرف التي تصدر في النجف عن مؤسسة المرتضى للثقافة والإرشاد ثم نشرت ملخصاً في كراس مستقل طبع عدة مرات . أثارت القراءة الجديدة ردود فعل كان أكثرها إيجابيا ، ولا زلت أذكر حماسة العلامة الحجة الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمة الله عليه لطبعه مبكرا وقوله : إنها قراءة جديدة سوف تهدم أمورا كثيرة تسالم عليها الباحثون » . ولم أكن في حينها عجولا في نشر البحث التفصيلي : رغم أني كنت أصحر بالقراءة الجديدة في المناسبات كما أسلفت لعلي أفوز بملاحظة أو مناقشة تغير من وجهة البحث . ثم حانت الفرصة المراجعة فصول البحث التي كتبت في فترات زمنية مختلفة لتقديمه للطبع ، فاضفت فصلا آخر الى الباب الثاني وبابا آخر بخمسة فصول ولا يفوتني أن اشكر قرة عيني ولدي السيد حسين الذي اشرف على اخراج الكتاب وتصحيحه وطباعته ، و أخيرا ليس لي إلا أن أقول بقول العلامة المحقق الشيخ راضي آل ياسين رحمه الله في مقدمة كتابه :

al'iimam alhasan e fi muajahat alanshiqaq al'umawii