كتاب : هرمنيوطيقا القرآن
المؤلف : عبدالعالي العبدوني
عدد الصفحات : 198


التعامل مع القرآن الكريم من أشد الأثقال المعرفية التي يمكن أن يواجهها أي إنسان في بحر تفكيره، لأنه يفرض نفسه كموجود متمعير على البشرية جمعاء بله على المسلمين، لذلك يظل السؤال القرآني من أهم بل ومن أولى أوليات العقل الإسلامي المعاصر، عليه اجتراحه ومخاتلته، ولم لا مواجهته بالأسئلة الحية وحتى بالأسئلة المهددة لوجوده لأنه بهكذا طرح يمكن أن نتحدث عن ألوهية القرآن الكريم. انطلاقاً من هذا الاعتقاد رأينا من الضروري تجديد التعامل مع القرآن الكريم لا من باب التمذهب والانتصار، بل من جهة التكامل وتحقيق الذات العارفة في التاريخ المعرفي في الجغرافية المعرفية التي ترتهن لها وبها هذا الهاجس جاء نتيجة استفزاز معرفي عايشناه بشكل يومي وثم استثارته عن طريق حواراتي المتكررة مع المفكر الإسلامي إدريس هاني في جلساتنا الأسبوعية، والتي كانت تدور في عمومها على أزمة الفهم وأزمة المقدس وحيثيات هذا ۱ الأخير في العالم بما هي رؤية كوسمولوجية كان يطرحها المفكر هاني بحفاوة غريبة كنت أعاينها من خلال بريق عينيه، ولكم تمنيت أن يبسطها في كتاب يرجع إليه عند الحاجة فتترسخ اللحظة الروحية . هو هم معرفي كبير ذاك الهم المتعلق بفهم القرآن الكريم، ولا يمكن حل هذه المعضلة بالاكتفاء بالمتبادر أو النقل أو حتى المستقلات العقلية، لأن جميع هذه الأدوات ما هي إلا تطبيق للفهم وليست هي عين الفهم، بمعنى أن القرآن الكريم بشكل معيناً يؤخذ منه بقدر الحاجة والقدرة لكن ليس هناك ثمة شخص فكر في التعامل مع القرآن الكريم تعاملاً معيارياً مخرجاً إياه من زحمة الوقائع وارتهانات اللحظة التاريخية، فليس هناك هم تقرأني بقدر ما هو هم تأنسني لمجموع الأشياء الدينية، انوجدت لتفك مشاكل الإنسان والإنسان فقط ..

hrminiotika al-qarran