كتاب : التواصل الحضاري ومفهوم الحداثة في قراءة النص القرآني
المؤلف : الشيخ عمار التميمي
عدد الصفحات : 128
تبنى الفكر الانساني منذ بواكير وعيه الاول العديد من المناهج والاعتقادات التي كانت غالبا ما تساير فكره وتماشي مدركاته ، واستمرت تلك المناهج بالتطور مع نمو العقل البشري على مدار الحقب الزمانية المختلفة في شتی ميادين العلم والمعرفة ، تتسابق على التغيير معاضدة المناهج المعرفية التي شيدتها الشرائع السماوية تختلف معها وتأتلف تارة اخرى ، الى ان تداخل بينهما المبنى الاسطوري القائم على الخرافة كفاصل برزخي بينهما معلنا الهيمنة على التفكير المنظم المتجانس مع المناهج السماوية ، وكان متوسما بوشاح العقيدة متسربلا بلباس الوحي .... ولم يرضخ العقل النقدي لتلك المفاهيم الاسطورية ، فقام بتلوين افكاره بالوان وايدلوجيات لاجل التعامل الامثل مع الانسان والكون والطبيعة فعمد على اعتناق المذهب تلو الآخر وقد صاغها في قوالب ليبني منها مدرسة تعتمد على نمط خاص من الستراتيجيات لتحقيق تلك الاهداف ، ويستمر الفكر بالتطور فيظهر عجز تلك المدرسة وقصورها عن بلوغ هدفها المنشود الذي شيدت لاجله.... في حين كانت الرسائل السماوية تلاحق تلك المناهج بانبياء ورسل لاستنقاذه من نسيج الفكر الموهن طبقا لنمو ذهنه وتطور ادراكاته ، الى ان وصلت الى الشريعة الاتم (الرسالة الاسلامية) وقد اينعت ثمارها في تغطية كل جوانب الحياة ، واستمرت على مر الدهور