كتاب: تأملات في طبيعة المعجزة وشخصية النبي ص ، عرض وحوار
المؤلف: العلامة المنار
عدد الصفحات: 150
نبذة عن الكتاب
يعتبر كتاب "تأملات في طبيعة المعجزة وشخصية النبي ص" للعلامة المنار من المؤلفات التي تُعنى بالدراسات الإسلامية العميقة، حيث يجمع بين التأمل الفلسفي والتحليل الدقيق لشخصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعجزة الرسالة الإسلامية. يسعى الكتاب إلى تقديم رؤية واضحة حول المعجزة بجوانبها المختلفة وتأثيرها على المؤمنين، وعرض سمات النبي كشخصية مُلهِمة وتجسيد للرسالة Divine.
محتويات الكتاب
1. مفهوم المعجزة
يستعرض العلامة المنار في هذا الجزء مفهوم المعجزة من خلال عدة محاور، موضحًا أنها لا تقتصر فقط على الأمور الخارقة التي تحدث بل تشمل أيضًا التأثيرات الروحية والنفسية التي تتركها على الأفراد. كما يناقش الكتاب كيفية فهم المعجزة في إطار فلسفي وعلمي، مع الإشارة إلى الاختلافات بين المعجزات العلمية في الماضي وواقع اليوم.
2. صفات النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
يتناول الكتاب السمات الشخصية التي تميز النبي محمد (ص)، بما في ذلك صفات الصبر، والرحمة، والشجاعة. يبرز المؤلف كيف أن هذه الصفات ساهمت في نجاح رسالته ونشر الإسلام. يستعرض أيضًا الأحداث التاريخية التي تُظهر هذه الصفات، مما يوفر للقارئ فهمًا أعمق لدور النبي كشخصية قيادية فذة.
3. المعجزة النبوية وتاريخها
يتحدث هذا القسم عن المعجزات التي حدثت في حياة النبي، مثل انشقاق القمر ومعجزة القرآن كسرد أدبي عظيم. يقوم المؤلف بتحليل سياق هذه المعاجز وكيف استقبلها الناس في ذلك الوقت، مسلطًا الضوء على دورها في تعزيز الإيمان وتوحيد الجماعة الإسلامية.
4. الحوار والتأمل
يختتم الكتاب بجزء يتضمن حوارًا وتأملاً حول المعجزات والشخصيات النبوية، حيث يدعو القارئ للتفكير في العلاقة بين المعجزة والإيمان، وكيف يمكن أن تشكل التجارب الروحية جزءًا من مسيرة الإنسان في البحث عن الحقيقة.
نبذة عن المؤلف
العلامة المنار هو عالم دين وفيلسوف إسلامي معروف بأبحاثه العميقة وأسلوبه الفريد في الكتابة. يتميز بإيجاد روابط بين التراث الإسلامي والفكر المعاصر، مما يسهل وصول الأفكار إلى الجيل الجديد. يستخدم اللغة العربية الفصيحة في كتاباته ويمتاز بتحليلاته التي تدعو إلى التفكير النقدي.
الفائدة المرجوة من الكتاب
بعد قراءة هذا الكتاب، يُتوقع أن يتمكن القارئ من فهم أعمق لمفهوم المعجزة وتأثير الشخصية النبوية في السياق الإسلامي. يسهم الكتاب في إثراء الفكر النقدي لدى القارئ ويوفر له أدوات لفهم العلاقة بين الدين والعلم، مما يدعم الروابط بين الماضي والحاضر.
إن قراءة ما تفيض به أقلام المفكرين والفلاسفة والأدباء، من غير المسلمين على وجه الخصوص، يثير تساؤلاً عن الحقيقة النورانية التي تشع بها سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في نفوس هؤلاء حتى باتت كلماتهم تنساق وتفيض في مدحه، ووصفه، والثناء على عظمته على أن اعتقادهم مرتكز على أنه بشر من سائر الناس وليس إماما معصوما منصوصاً عليه غير أنه لعلو شأنه صار مصداقا لكل كلمة مدح وثناء للإنسانية. مثل هذا الأمر يدفع إلى البحث عن السبب الكامن وراء ذلك، غير أننا حينما نرجع للنصوص المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام نراه يحيلنا إلى مصدر هذه النورانية، في قوله: إنما أنا عبد من عبيد رسول الله صلى الله عليه وآله (الكافي ج ۱ / ۹۰) ، وكذا في إشارته لنشأته بقوله: «ولقد كنت اتبع النبي اتباع الفصيل لأمه (نهج السعادة ج ٧ / ٣٣)، فهذه النورانية إنما مصدرها ومنشؤها ومبدؤها ومنتهاها هو نور النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كما في الخبر نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير» (بحار الأنوار ج ٢٥ / ٢٢)، وهي مكتسبة من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله. إن معجزة مثل هذه، أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وامتداده متمثلاً بعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريته عليهم السلام، والصحابة المنتجبين كعمار وسلمان وأبي ۲ ذر والمقداد، وتبعا لهم سائر الأصحاب كويس والأشتر وميثم وحبيب بن مظاهر والحر و... و.... رضوان الله عليهم أجمعين، نورا ساطعا تحار العقول في تفسير ماهيتاتهم وكينونتهم وكلماتهم وأفعالهم، هم أبناء بيئة كانت كما وصفتها السيدة الزهراء عليها السلام في خطبتها: «على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع، وقبسة العجلان وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم» (بحار الأنوار ج ٢٩ / ٢١٥)، يضع مفهومًا جديدًا للمعجزة حيث يحملها من خانة الإعجاز إلى حالة التحدي الدائم وهنا هو مكمن القوة. إن إنقلابًا لكل ما هو على أرض الواقع ينشأ فجأة ويكسر القوانين العقلائية ويخالف كل الاستقراءات ثم يستمر إشعاعه بلا إنقطاع إلى اليوم يجعل الإعجاز يتعدى إطار المادة، ويعطي الدافعية إلى العقل لأن يعيد صياغة مفهومه للمعجزة ويعيد التأمل باعتقاداته حولها، وهذا التحفيز المستمر للعقل لا ينتج إلا من عليم خبير حيث جعل الحجة على الإنسان دائمة ومستمرة بلا إنقطاع كما في حديث الإمام الكاظم عليه السلام الهشام: «إن الله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول) (تحف العقول ص ۳۳۸). هذا الكتاب هو عامل تحفيز بسيط لإعادة النظر وللمزيد من إجالة الفكر والبصر في مفهوم المعجزة المتحققة على يد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله؛ هو قد لا يقدم اجابات بقدر ما يطرح تساؤلات، لكن التساؤلات الصحيحة هي ما ستقود أهل الفكر والنظر إلى الضوء في نهاية النفق، وهذا هو تكليفنا نحن كبشر من ذوي العقول في هذه الحياة الدنيا، وبه يتحقق الغرض فينا.