كتاب : المؤثر
المؤلف : كيري بيتروسون - جوزيف جرينى - ديفيد ماكسفيلد - رون ماكميلان - آل سويتزلر
عدد الصفحات : 280


لأكثر من عقدين شعرنا أننا ملزمون بكتابة هذا الكتاب؛ ولكن فكرة الكتابة عن استراتيجيات أساتذة التأثير في الآخرين في العالم كانت مهمة عصيبة جدا، لذلك فعلنا ما يفعله العديد من المؤلفين في ظروف مشابهة. أجلنا الكتابة قدر الإمكان. ولكن ثلاث تجارب أقنعتنا بأنه يتعين علينا كتابة هذا الكتاب : الأولى وقعت في عام ١٩٩٧ حينما فوجئنا بنتائج مشروع مؤثر كنا نعمل عليه لمدة ۱۸ شهرا في قسم فورت ورث لاستراتيجيات الطيران بمصنع لوكهيد مارتن" حيث تصنع الطائرة العسكرية (إف (١٦). لم يكن تدخلنا ناجحا فحسب بل حققنا نجاحا مذهلا. لقد ساعدنا قادة في محاولاتهم لتحقيق التأثير عبر مجموعة من مفاتيح السلوكيات والتي تحسنت بصورة ملحوظة، والأهم من ذلك تنوعت النتائج الإيجابية بين الإنتاجية والتكاليف والجودة وحتى رضاء العاملين. ومع اكتمال هذا المشروع الهادف لإحداث تغير ناجح أظهرنا في أكثر من ٢٠ مشروعاً آخر أنه حينما يطبق المديرون والقادة نظرية التأثير للتعامل مع المشاكل التنظيمية يمكنهم فعلاً تحقيق نتائج جيدة جدا، وبحلول عام ۱۹۹۷ كان أكثر من ربع مليون عامل من الشركات التي تعاملنا معها تأثروا بالفعل بطرق أدت ليس فقط لتحسين أداء شركاتهم من خلال عملهم، ولكن أيضا لتحسين حياتهم الخاصة. ثم تلقينا دفعة أخرى لكتابة هذا الكتاب عن التأثير حينما بدأنا دراسة للكشف عن كل وسائل التعليم والتدخل التي يمكننا العثور عليها، والتي نجحت بالفعل في إحداث تغيير في سلوكيات العاملين في المنظمات ۱۳ ١٤ كلمة المؤلفين والشركات. بينما انهمكنا في دراسة التاريخ اكتشفنا أن هناك أمثلة قليلة جدا من القادة الذين نجحوا في التأثير على العاملين لديهم لينتهجوا سلوكا جديدا، وهو الأمر الذي يدعو للحرج، وكانت أغلب الكتب والمقالات التي عثرنا عليها والتي تتحدث عن التأثير تبدو كما لو كانت كتبت على أيدى متشائمين ينبئون بسوء العاقبة وليس على أيدى أساتذة متخصصين في التغيير. ولكن لم يكن لهذا أي معنى لم يكن الأمر كما لو كان تغيير السلوك أمرا جديدا لأكثر من خمسة عقود جمع علماء الاجتماع والممارسون المحنكون قدرا كبيرا من الأبحاث والدراسات التي تفيد بأنه حينما تستند جهود التأثير على نظرية صحيحة ويتم تنفيذها بمعرفة ممارس خبير، فإنها تؤدى إلى تحسن وتطور دائمين، وربما قد حان الوقت للبحث عن هؤلاء الأفراد كي نشاركهم أساليبهم. وحينما تمكنا أخيرا من تتبع أفضل القادة المؤثرين تلقينا الدفعة الثالثة والأخيرة لكتابة هذا الكتاب. لقد كان عملهم مثيرا لدرجة لم يكن من الممكن معها ألا تعرضها ونشارك فيها الآخرين، وأخذتنا رحلة الوصول إليهم إلى أبعد من جذورنا المشتركة إلى نقاط متناثرة في كل بقاع العالم ولكن الرحلة كانت حقا تستحق، وفي الرحلة من بانكوك إلى بوسطن عثرنا على عدد جيد من المؤثرين الذين تمكنوا من التعامل مع مشكلات

al-muthar