مطارحات في الفكر المادي والفكر الديني

أضيف بتاريخ 08/06/2024
مكتبة نرجس


كتاب : مطارحات في الفكر المادي والفكر الديني
المؤلف : الشيخ محمد مهدي شمس الدين
عدد الصفحات : 276

نبذة عن الكتاب

كتاب "مطارحات في الفكر المادي والفكر الديني" للشيخ محمد مهدي شمس الدين، هو عمل فلسفي يعرض فيه المؤلف مناقشات عميقة حول التباينات والتداخلات بين الفكر المادي والفكر الديني. يعكس الكتاب رؤية شاملة وتعامل نقدي مع القضايا التي تتعلق بالمادية، كما يتقرب من تطبيقات الفكر الديني في الحياة المعاصرة. من خلال هذا الكتاب، يسعى شمس الدين لبناء جسر بين هذين المفهومين، مؤكداً على أهمية الحوار والتفاهم في تحقيق التوازن الفكري والاجتماعي.

أهم محتويات الكتاب

1. تعريف الفكر المادي والفكر الديني

ينطلق الشيخ شمس الدين في تحليله من تعريف جوهري لكلا المفهومين؛ حيث يستعرض الخصائص الأساسية لكل منهما. الفكر المادي يركز على الملموس والمحسوس، ويعتمد بشكل رئيسي على العلوم الطبيعية والتجريبية، بينما الفكر الديني يسلط الضوء على القيم الروحية والأخلاقية، ويستند إلى النصوص المقدسة والتقاليد الثقافية. من خلال هذا الفصل، يشجع الكاتب على دراسة كل منهما بعين النقد والتحليل.

2. التفاعل بين المادية والدين

يتناول هذا القسم العلاقة الديناميكية بين الفكر المادي والفكر الديني وكيف يمكن أن يتفاعلا بدلاً من أن يتعارضا. يركز المؤلف على ضرورة التحليل النقدي لكل فكر، موضحًا كيف يمكن أن تتداخل المواقف ولا تتناقض. من خلال أمثلة من التاريخ والفلسفة، يعكس الشيخ شمس الدين رؤيته حول إمكانية التعايش بين الأديان والمذاهب المختلفة في إطار فكري علمي.

3. تطبيقات الفكر الديني في الحياة المعاصرة

يقدم الكاتب دراسة متعمقة عن كيفية تطبيق القيم الدينية في الحياة اليومية، خاصة في عصر العولمة والتكنولوجيا. يُظهر كيف يمكن للمبادئ الدينية أن تقدم رؤية متعددة الأبعاد للتعامل مع التحديات المعاصرة مثل حقوق الإنسان والبيئة والعلاقات الدولية. يعزز هذا الفصل فكرة أن الدين يمكن أن يكون قوة إيجابية في مواجهة المشكلات الحديثة.

نبذة عن المؤلف

الشيخ محمد مهدي شمس الدين هو عالم دين ومفكر لبناني مشهور. وُلد في عام 1936 وتوفي في عام 2001، وقد ساهم بشكل كبير في الدراسات الإسلامية والفكر الشيعي. يتميز أسلوبه بالوضوح والعمق، فهو يجمع بين الفكر التقليدي والمعاصر، مما يجعله شخصية بارزة في الأوساط الفكرية. عرف بشجاعته الفكرية وقدرته على طرح المواقف الجريئة، حيث تسعى كتاباته دائمًا إلى تحقيق فهم أعمق للقضايا الإسلامية والسياسية.

الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب

بعد قراءة هذا الكتاب، يمكن للقارئ أن يعزز من فهمه للفكر المادي والفكر الديني ومدى تأثيرهما على القضايا المعاصرة. يعكس الكتاب أهمية الحوار والتسامح ونقد الذات، مما يساهم في فتح آفاق جديدة للتفاهم بين الثقافات. كما يمد القارئ بأدوات فكرية تُعينه على التفاعل مع التحديات المختلفة في عالم معقد ومتغير.


هَذِهِ مُطَارحات في الفكر الديني والفكر المَادِي كَتَبَتُ القِسْمِ الثَّانِي مِنْهَا وَنَشرتُ مُعظَمهُ مُنْذُ سِنِين فِي مُلحَق جَرِيدَةَ النَّهَارِ البَيْرُوتيَّة فِي حَلَقَاتِ أَسْبُوعِيَّة فِيمَا بَيْنَ (۲۲) شُبَاط سَنَة ۱۹۷۰ و ۱۷ أيار سنة ۱۹۷۰ م). وَكُنتُ أُقَدر أَنَّ الحَاجَةِ إِلَى هَذِهِ المُطَارِحَاتِ قَد أَنْتَهَتَ بِنَشْرِهَا وَإِذَا عَتِهَا فِي النَّاسِ عَن طَرِيق الصَّحَافَة الأسبوعية ، وَلِذَا فَلَا دَاعِي الإِعَادَة نشرهَا فِي كِتَابٍ . ولكن نَفَراً كَبِيرًا كَرِيماً مِن عُلماء الدين والمعنين بقضايا الفكر الإسلامي أو الفكر الديني بوجه عام، وَمِن الطلاب الجامعين يَرُونَ أَنَّ الحَاجَةِ إِلَى هَذِهِ المطارحات لم تنته بنشرها في الصَّحَافَة ، بل الحَاجَةِ إِلَيْهَا مُتجدّدة لأَنَّهَا مَلات فُرَاغَاً كَبِيراً في الحقل من حقول المواجهة الفكريَّة بَيْنَ الدِّينِ والمَادِيَّة ، ولأَنْهَا أَضَاءَت مَسَاحَاتِ كَبِيرَة وَهَامَة ، رُبَّما كان غموضها باعثاً عَلَى الحَيرَة والشَّك عِندَ المُؤْمِن ، وَحَافِزَاً عَلَى التَّجني وإطلاق الأحكامِ الخَاطِئَةِ عَلَى الدِّينِ عِنْدَ مَن في قلوبهم مرض . وَهُم يَرُون أَنَّ هَذِهِ الحَاجَة المتجددة تقتضي بنشر هَذِهِ المُطَارِحَاتِ فِي كِتَابِ يَسْهَل تَدَاوِلَهُ وَالرُّجُوعِ إِلَيْهِ . وَقَد رَغَبَ إِلَيَّ بَعْضٍ مَن ذَكَرتُ أَنْ أُوضَحَ - فِي هَذِهِ المُطَارِحَاتِ أَثَرَ المَادِيَّة في مأساة العالم الثالث من خلال مُعاناته الأليمة مِنَ الرَّأْسْمَالِيَّة ، وَالماركسية . وَقَد أَسْتَجِبتُ لهذه الرغبة الكريمة النبيلة فَكَتَبَتُ القِسْم الْأَوَّلِ مِن هَذِهِ المطارحات عِندَمَا قَرَرْتُ نَشْرِهَا فِي كِتَابٍ . إِنَّ القِسْم الأَوَّل يُكمل القسم الثاني . فَحِينَ يُعْرَضُ القِسْمِ الثَّانِي لِلمَادِيَّةِ عَلَى مستوى الفكر والفَلْسَفَة يُعرض القِسْم الأَوَّل عَلَى مُستوى السياسة والعلاقات الدولية ، وبَذَلِكَ يُقدم الوجه التجربي للمادية في السياسة . وَإِذْ كُنتُ أُعدٌ هَذَا الكِتَابِ للنشر كانت تدوي في أذني أَنباء العدوان الْإِسْرَائِيلي عَلَى وَطَنِي لبَنَانِ فِي أَقدس بقاعه ، وهي جُنُوبه - جبل عامل - أَرْضِ العلم والتقوى، والإنسانية العالية ونبل الأَخْلَاقِ، وَأَرَى بِعَيْنِي أَثَارِ العُدْوَانِ الوحشي في عشرات الألوف من النازحين من القرويين المدنين العزّل يتدفقون عَلَى بَيرُوتَ وَغَيرهَا فَأَعِيش مأساة العالم الثالث كله في لوحة حية ترسمها الصهيونية بِالحَدِيد وَالنَّارِ عَلَى لحمي وَدَمي ، أَعِيش المأساة ، لأ كشاهد عَلَيْهَا ، وَإِنَّما كضحية ووقود لَهَا ، وَأَرَى كَيْفَ أَنَّ مَادية عصرنا تُنفذ فصلاً مِن جَرِيمَتهَا ضِدّ الإنسانية على يد آلة شيطانية من الآتها الإجرامية المجرمة هي القوة الصهيونية التي تمثل ذراعاً مِن أَذْرُعَ المَادِيَّة التي تسوط بها العالم الثالث

matarehat fe al-fakr al-madi walfeker al-daini