كتاب : أضواء على التقية
المؤلف : السيد علي الحسيني الصدر
عدد الصفحات : 87
نبذة عن الكتاب:
يعتبر كتاب "أضواء على التقية" من الأعمال الرئيسية التي تناولت مفهوم التقية في الفكر الإسلامي، وخاصة في السياق الشيعي. يقدم المؤلف السيد علي الحسيني الصدر رؤية تحليلية مدعومة ببراهين وأدلة من القرآن والسنة، مما يسهم في فهم أعمق لهذا المفهوم الذي يعد جزءًا أساسيًا من العقيدة الشيعية.
أهم محتويات الكتاب
مفهوم التقية
يبدأ الكتاب بتعريف التقية ويستعرض أساسياتها، موضحًا أنها تعني حماية النفس أو الدين من الضغوط أو الأذى. يتناول المؤلف جذور المفهوم وكيفية نشأته في التاريخ الإسلامي، مشيرًا إلى الظروف السياسية والاجتماعية التي أدت إلى ظهور الحاجة له.
الفلسفة وراء التقية
يناقش السيد الصدر الفلسفة التي تستند إليها التقية، موضحًا كيف أنها ليست مجرد وسيلة للنجاة، بل تعبير عن الحكمة والعقلانية. يستشهد بالعديد من الأحداث التاريخية التي يظهر فيها استخدام التقية كأداة لحفظ الدين وحماية المجتمعات الشيعية.
التقية في القرآن والسنة
يتناول المؤلف النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة التي تشير إلى التقية. يقوم بتحليل النصوص وتفسيرها في سياق الفكر الشيعي، مما يسمح للقارئ بفهم كيفية ارتباط التقية بأصول الدين وأخلاقياته.
أهمية التقية في العصر الحديث
يختتم السيد الصدر كتابه بمناقشة أهمية التقية في العالم المعاصر، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات الشيعية. يحلل الصدر مخاطر الانكشاف والتهديدات التي قد تتعرض لها هذه المجتمعات، مشددًا على دور التقية في الحفاظ على الهوية والمعتقدات.
نبذة عن المؤلف
السيد علي الحسيني الصدر هو عالم دين ومفكر شيعي بارز، عرف بمؤلفاته التي تعكس عمق فهمه للدين والسياسة. تأثر في كتاباته بالبيئة الاجتماعية والسياسية التي عاش بها، مما ساهم في بلورة أفكاره حول الحاجة للتفكر والتمييز بين الظاهر والباطن في القضايا الدينية.
أسلوبه ومنهجه في الكتابة
يمتاز السيد الصدر بأسلوبه الأكاديمي المدعوم بالحجج والبراهين. يعتمد في كتاباته على تحليل النصوص الدينية بشكل دقيق، مما يتيح للقارئ فرصة استيعاب المفاهيم بسهولة. كما يجمع بين النظرية والتطبيق، مما يجعل أفكاره أكثر ارتباطًا بالواقع.
الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب
بعد قراءة "أضواء على التقية"، يمكن للقارئ أن يتوقع فهماً أعمق لمفهوم التقية ودورها في التاريخ والدين. كما سيمكنه الكتاب من تطوير رؤية نقدية حول الدين والسياسة، بالإضافة إلى تعزيز القدرة على التفاعل مع القضايا المعاصرة التي قد تشكل تحديات للمجتمعات الدينية.
من الحقائق الدينية التي هي من طلب الاسلام، ووليدة القرآن، وحصيلة السنة. وعليها الاجماع، وسيرة الأصحاب، وحكم العقل : التقية. وهي من سنن الأنبياء، وشعار الصلحاء، وعمل الشيعة الأصفياء. وقد طعن عليهم بعض خصومهم من العامة، واستنكروها عليهم غاية الاستنكار، مع أن صحاحهم ومسانيدهم وكتبهم مليئة بذلك، ومصرحة بما هنالك، إلا إن القلوب منكوسة، والأقوال معكوسة ... قال السيد شير : قد شنع المخالفون علينا في قولنا بالتقية مع كثرة الدلائل القاطعة عليها من الكتاب والسنة ، وقد رووا ما يدل عليها من طرقهم ..... روى البخاري في صحيحه في باب فضل مكة وبنيانها باربعة أسانيد، ومسلم في صحيحه، ومالك في الموطأ، والترمذي والنسائي في صحيحهما أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عبدالله بن عمر عن عائشة ، أن رسول الله الله قال لها : ألم ترى أن قومك حين بنوا الكعبة ما اقتصروا على قواعد ابراهيم ؟(۱). فقلت: يا رسول الله ! ألا تردها على قواعد ابراهيم ؟ قال : لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت . ومن لفظ البخاري ومسلم عن الأسود بن يزيد ، عن عائشة ، قالت : سألت النبي عن الجدار : من البيت هو ؟ قال : نعم . قلت : فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟ قال : إن قومك قصرت بهم النفقة . قلت : فما شأن بابه مرتفعاً ؟ قال : فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ، ولو لا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية، فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدار في البيت وأن ألصق بابه بالأرض. وفي صحيح البخاري عن جوير بن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة : أن النبي قال لها : يا عائشة ا لو لا أن قومك حديثوا عهد بالجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه والزقته بالأرض، وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربياً، فبلغت به أساس ابراهيم. ولا ريب أن ظاهر هذه الأخبار أن تعليق الامضاء بحدثان عهد القوم وقربه من الكفر والجاهلية يستلزم خوفه صلى الله عليه وآله من إرتدادهم وخروجهم عن الاسلام، أن يعود بذلك ضرر إلى نفسه أو إلى غيره ويتطرق بذلك الوهن في المسلمين، وهذا هو النقية ) (٢).