الحماسة والعرفان

أضيف بتاريخ 08/03/2024
مكتبة نرجس


كتاب : الحماسة والعرفان
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الآملي الطبري
عدد الصفحات : 313

نبذة عن الكتاب

يُعَدُّ كتاب "الحماسة والعرفان" من أهم مؤلفات الشيخ عبدالله الجوادي الآملي الطبري، حيث يجمع بين الفكر الفلسفي والروحانية، ويُقدّم مجموعة من المفاهيم والأفكار العميقة حول الحياة الروحية والعقلية للإنسان. يستند الكتاب إلى التراث الإسلامي ويعرض الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مما يجعله مرجعاً مهماً للباحثين وعشاق المعرفة.

أهم محتويات الكتاب

1. الجوانب الروحية للحماسة

يتناول هذا القسم مفهوم الحماسة من منظور روحي، حيث يُشير إلى أهمية الحماسة في تحقيق الذات والشعور بالقوة الدافعة نحو النجاح. يعرض المؤلف كيفية تعزيز الحماسة في النفس من خلال التأملات والعبادات، ويُبرز أثر ذلك في تطوير الشخصية وتحسين العلاقات الإنسانية.

2. العرفان كسبيل للتطور الشخصي

يتعرض هذا الفصل لمفهوم العرفان وأثره في الحياة اليومية. يُظهر الشيخ الجوادي كيف أن العرفان يُسهم في خلق وعي ذاتي عميق ويُساعد الأفراد على فهم معاني الحياة بشكل أعمق. كما يُركز على الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها تطوير هذا الجانب الروحي.

3. التفاعل بين الحماسة والعرفان

يستعرض هذا الجزء علاقة الحماسة بالعرفة وكيفية تفاعلها لتحقيق توازن في الشخصية. يُشير المؤلف إلى أهمية الدمج بين العاطفة والعقل في حياة الإنسان، ليُحقق النجاح والرقي الروحي.

4. التأملات الفلسفية

يناقش الشيخ عبدالله الجوادي العديد من الأفكار الفلسفية التي تتعلق بالوجود والمعرفة والروح، مما يعكس عمق تفكيره وفهمه للتحديات الروحية التي تواجه الأفراد في العصر الحديث.

نبذة عن المؤلف

الشيخ عبدالله الجوادي الآملي الطبري هو عالم دين وفيلسوف إسلامي بارز. يتميز بأسلوبه العميق والواضح في الكتابة، ويُعَدُّ واحدًا من الشخصيات المؤثرة في الفكر الإسلامي المعاصر. تركت أعماله العديد من الآثار في مجال الفلسفة والعرفان، حيث أسس منهجًا خاصًا يجمع بين العقل والروح.

الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب

بعد قراءة "الحماسة والعرفان"، يمكن للقارئ أن يتوقع زيادة الفهم للعلاقة بين الروحانية والعاطفة، وكيفية تحقيق التوازن في حياته. كما يمنح الكتاب القارئ أدوات لتعزيز الحماسة وتحقيق العرفان، مما يُساهم في تطوير الذات وتحقيق الرضا الداخلي.


- إن الحرب والسلم من حوادث ومظاهر عالم الطبيعة ، وأما عالم ما وراء الطبيعة فليس فيه سوى السلام المطلق . والحرب التي تقع في عالم الطبيعة حرب نسبية وليست حرباً مطلقة ، أي أننا لا نجد في عالم الطبيعة شيئاً يخوض حرباً متواصلة مع جميع الكائنات الأخرى ، وذلك لأن مبدأ العلية الذي يحكم عالم الطبيعة ويسود جميع أجزائه ومفرداته يؤيد وجود السلام والتوافق والانسجام بين الشيء وعلته . وكذلك بين الشيء ومعلولاته وآثاره . بناء على هذا فإن عالم الطبيعة المشتمل على الحركة والتنقل يمثل المجال الوحيد الذي يحتوي على الحرب والهجوم من ناحية ، والهرب أو الدفاع من ناحية أخرى ، كما أن ظهور الشر وعروض الضرر منحصر في هذا العالم فقط ، وأما عالم ماوراء الطبيعة الذي هو عالم الثبات والتجرد ، فلا يقع فيه أي لون من ألوان التنقل والضرر ، كما هو الحال في دائرة تواجد الملائكة المحفوظة من الحوادث المؤلمة والرزايا المرة . . - إن حالة الحرب والنزاع لا يمكن أن تنفك عن الانسان في دار الدنيا ، باعتبار أنه يحمل بعداً مادياً ، ويعيش في عالم الطبيعة الذي هو عالم الحركة والتنقل . وهذه الحرب الملازمة الحياة الانسان في الدنيا تكون تارة بعنوان الهجوم ، وأخرى بعنوان الدفاع، وعليه فلا يوجد فرق في أصل وقوع الحرب بين الأنبياء الالهيين الذين هم معلمو البشرية وبين الحكام والأمراء المستبدين ، كما أنه لا فرق بينهم في الكثير من الأمور الطبيعية الأخرى ، فلا فرق - مثلاً - بين السعي والعمل من جهة وبين الراحة والدعة من جهة أخرى ، كما انه لا فرق بين الأشخاص المتقين والأفراد المجرمين في الأفعال الطبيعية الأخرى كالسعي والعمل والراحة والاستقرار ، إذ إن كلا الصنفين يشتركان في صورة العمل الظاهرية ، ويكمن الفرق الوحيد بينهما في المحرك الدافع لذلك العمل، والهدف النهائي المقصود منه ، والذي يمثل روح العمل وجوهره. فالغاية التي يسعى لتحقيقها الكاملون من الناس كالأنبياء هي عبارة عن عملية السير بالفرد والمجتمع في طريق الكمال ، وأما الغاية التي تقف خلف أعمال الملوك وأمراء الجور فهي عبارة عن إفساد الفرد

al-hamaseh walarfan