كتاب : عقيل بن أبي طالب
المؤلف : الشيخ علي الأحمدي الميانجي
عدد الصفحات : 129


الكثير من الحقائق ولدت وترعرعت بين ثنايا التاريخ، وهذا يعني أن قراءة التاريخ والوقائع التاريخية ليست مجرد مطالعة لقصص تاريخية، بل هي عملية تنقيب عن الحقيقة واستجلاء للحق. وقد كان الأئمة يحنون على قراءة التاريخ واستقاء العبر منه، وأن دراسة كل من تاريخ الأمم السالفة، وتاريخ الأمة الإسلامية - من بداية صدر الإسلام إلى الآن له أثر بالغ في إدراك الوقائع والحقائق. ويمكن من خلال القيام بهذه الدراسة معرفة الشخصيات الداعية إلى الحق والصادحة به، ويمكن أحياناً التوصل إلى الحقائق التاريخية والحقائق الإسلامية الأصيلة عن طريق تحليل سيرة هذه الشخصيات. ومن الأمور الضرورية التي يمكن جنيها من هذه الدراسات هو معرفة شخصيات صحابة رسول الله ﷺ ، ومن تعلموا في المدرسة المحمدية، ومعرفة السائرين على طريق الإسلام المحمدي بنهجه العلوي. ومن الشخصيات الإسلامية التي وقعت - بسبب ملابسات معينة - ضحية لجور الأصدقاء والأعداء على حد سواء، هو عقيل بن أبي طالب، أخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . فهو كان في فترة من الزمن مدافعاً عن الحق وداعياً إليه. وكان صريح اللهجة . من جهة، ولكنه أحيط بمشاكل كثيرة من جهة أخرى. ونحن طبعاً ليس لدينا أية مزاعم غلو إزاء هذه الشخصية ولا نقول بعصمته، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يدفعنا إلى التقصير في حقه، بل ينبغي أن يحدونا الإنصاف A عقيل بن أبي طالب العلمي إلى إلقاء نظرة دقيقة على النصوص التاريخية من أجل استجلاء حقيقة موافقه وسيرته. ومن المؤكد أن مجموع ما لدينا من معلومات عنه، لا يبيح لنا تقديم صورة سلبية عنه. ويعتقد المرحوم آية الله أحمدي الميانجي أن عقيل بن أبي طالب ودوره التاريخي لقي كثيراً من الظلم والتعسف انطلاقاً من ذلك بادر هذا العالم الجليل إلى إجراء دراسة موسعة عن سيرة حياة هذه الشخصية التاريخية التي عاشت في صدر الإسلام. وقد تكفل بإتمامه ومراجعته الشيخ الفاضل مجتبي فرجي. وهنا نود أن نعرب عن بالغ شكرنا له لما تحمله من جهد في هذا المضمار، وكذلك يحسن بنا أيضاً أن تقدم جزيل الشكر والتقدير لنجل المرحوم الميانجي، ألا وهو حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ مهدي أحمدي الميانجي الذي وضع تحت تصرفنا قصاصات هذا المؤلف، وأشار علينا بملاحظاته طيلة مدة إعداد الكتاب.

aqeel abin abi taleb