كتاب : في رحاب حديث الثقلين وأحاديث اثنى عشر
المؤلف : الشيخ علي الأحمدي الميانجي
عدد الصفحات : 260
البحوث التطبيقية في المتون النقلية تفتح أمامنا آفاقاً واسعة وجديدة، والنظرة الشمولية للروايات الواردة في موضوع معين تقتضي جمع تمام الروايات ذات الصلة إلى جانب بعضها البعض لتكون في متناول الباحث، وبهذا المضمار نرى أن المواضيع الأساسية والمحورية في المعرفة تتسم بدرجة من الأهمية، وذلك أن جمع الروايات المرتبطة بها يرفع من مستوى القوة السندية لها، ويرفع من مستوى اعتماد المخاطبين عليها والوثوق بها، كما وتبين الأبعاد المختلفة للبحث، وتضع بين يدي الباحث القرائن الداخلية التي تعين على فهم مراد المعصوم في تلك الروايات. الحديث المتواتر والمعروف بـ «حديث التقلين»، هو أحد الأحاديث التي تستحق البحث والتنقيب، فعلى الرغم من ثبوت تواتره في مصادر الفريقين، إلا أن فيه نقاطاً كثيرة ومميزة تستحق تسليط الضوء عليها وتبيين مواضيعها بدقة: استمرارية الحجة الإلهية بعد رحيل النبي الأعظم الله إلى قيام الساعة، عصمة أهل البيت الاقترانهم بالقرآن، عدم الاكتفاء بالرجوع إلى القرآن وترك أهل البيت ، وعدم التمسك بأهل البيت فقط. و... هي من جملة النقاط التي وردت الإشارة إليها في حديث التقلين الشريف، والتي هي بحاجة إلى التفقه وبذل الجهد لفهم معانيها، وتتطلب القيام بأبحاث متنوعة ذات الصلة بهذا الحديث. الأحاديث ذات الصلة باثني عشر خليفة، أو اثني عشر إماماً، تحظى هي الأخرى بأهمية بالغة إلى جانب حديث الثقلين بعض النقاط المهمة المرتبطة بهذه المجموعة من الأحاديث هي كالتالي: الإشارة إلى اصطلاح «اثنا عشر خليفة» في المصادر الأصلية لأهل السنة، الإشارة المكررة لـ «الأئمة الاثنا عشر في المصادر الشيعية، ذكر أسماء أمير المؤمنين والحسنين وأبنائهم في أحاديث أخرى، ناهيك عما ورد من ذكر لأسماء جميع الأئمة في بعض الأحاديث الخاصة التي وصلت إلى بعض المشاهير والعلماء وقادة الأمة والتي وصفت ب «السر». الكتاب الذي بين يديك هو كتاب قيم يضم بين دفتيه معلومات غنية فيما يتعلق به «حديث الثقلين» و «أحاديث الأئمة الاثنا عشر»، قد تم تحريره بقلم عالم ومحقق جليل. آية الله علي الأحمدي الميانجي (ت ۱۴۲۱ هـ)، يُعد من أولئك الذين كانوا يمتلكون روحاً عظيمة وطاهرة تنجذب إليها القلوب وتنصقل بها النفوس، وقد وقع الذين أدركوه و حاوروه تحت تأثير روحه الطاهرة وشخصيته العلمية الفذة ونفسه العابدة الزاهدة، وبحق هو مصداق واضح لـ «العبد الخالص الله». فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً. نرجو من الله العلي القدير أن يقع هذا الكتاب والذي حرره هذا العالم التحرير على أثر إحساسه بالمسؤولية - في مسير السمو الفكري والديني الإسلامي والشيعي، وأن ينتفع به الباحثون والمحققون، إنه كريم مجيب.