كتاب : وارثة خديجة، أم سلمة أم المؤمنين، حياتها، مواقفها، أحاديثها
المؤلف : الشيخ نزار آل سنبل القطيفي
عدد الصفحات : 429
فدار بيننا الحديث والحديث ذو شجون، ومن جملة ما ذكره السيد الجليل في ذلك المجلس أن أم المؤمنين أم سلمة (رض) كانت كثيراً ما تصحح أحاديث روتها بعض نساء النبي ، فتروي الأولى شيئاً وتروي أم سلمة ما يصححه، وحبذا لو كتب حول هذا المضمون، فأخذت هذه الكلمة من نفسي، وحدثتها بأن أقوم بهذا العمل فمرت على ذلك المجلس شهور بل قد طالت إلى سنين - سنتين أو ثلاث - والفكرة لا زالت ترن في نفسي، إلى أن وفق الله سبحانه وتعالى فعزمت على القيام بهذا العمل، فتطورت الفكرة إلى أن أكتب حول أحاديث أم سلمة (رض) في أهل البيت ، فشرعت في ذلك في شهر رمضان المبارك من سنة ١٤١٨هـ باعتباره عطلة رسمية للحوزة العلمية، وقطعت في ذلك الشهر الكريم مشواراً معتداً به، ثم هل العيد وجاء شهر شوال فتركته متجهاً للدرس الذي من أجله هاجرت من وطني حتى حل الصيف وبدأت العطلة الصيفية، فكنت أستغل أيام العطلة لتكميل البحث الذي أنا بصدده، وعند نهاية الشوط تطورت الفكرة لأن أكتب حول حياة هذه السيدة الجليلة وسيرتها، ويكون البحث في الأحاديث أحد فصول الكتاب، إذ لم أجد كتاباً خص هذه المرأة العظيمة بدراسة مستقلة عن حياتها مع ما هي عليه من الجلالة والعلم والمعرفة والإيمان، وما لها من الحقوق على المسلمين، وكونها إحدى أمهات المؤمنين، فاستقر الرأي على ذلك فواصلت البحث في طريق غير معبدة، وسير غير متواصل، إذ لم يكن هناك كتاب أسير على ضوئه، والدراسة تأخذ من وقتي الشيء الكثير، فاستقريت - تقريباً - كل الروايات التي حدثت بها وتحدثت عنها في بطون الكتب، من حديث وتاريخ وتراجم وفقه وو.... لعلي أجد ضالتي في شيء منها، فبارك الله لي في هذا السعي فكان هذا الكتاب الماثل بين يديك. ثم وأنا في اللمسات الأخيرة للكتاب أطلعني بعض الأخوة على كتاب من الحجم الرقعي يتحدث عن حياة السيدة أم سلمة فاطلعت عليه سريعاً إلا أنه لا يعني بالنسبة لما كتبته وتوصلت إليه شيئاً فلم أدرجه في قائمة المصادر التي اعتمدت عليها.