كتاب : نهج البلاغة، فوق الشبهات والتشكيكات
المؤلف : الشيخ أحمد سلمان
عدد الصفحات : 321
فإن كل طائفة من الطوائف الدينية وخصوصاً المذاهب الإسلامية لها تراث خاص بها، متمثل في مجموعة من الكتب والمصنفات التي تعتبر مرجعاً لها في آرائها، ومصدراً تستقي منه معتقداتها. وقد اهتم الشيعة كغيرهم من المسلمين والطوائف الدينية المختلفة عبر التاريخ بجمع تراثهم وحفظه عن الضياع، فتناقلوا كتبهم جيلاً عن جيل وطبقة عن طبقة، حتى وصل لنا هذا التراث الضخم من المصنفات المطبوعة والمخطوطة. ولأجل هذا ضحى علماء الشيعة بالغالي والنفيس لإيصال هذه الدرر إلى شيعة آل محمد إلى زماننا هذا، فواجهوا تقتيلاً وتشريداً واضطهاداً على مر العصور، وتناقلوه كابراً عن كابر، واكتنزوه كما يكتنز أهل الدنيا ذهبهم وفضتهم؛ من أجل الحفاظ عليه وإيصاله للأجيال القادمة. ولعل أقل ما نقدمه كرد لهذا الجميل هو السير على خطى علمائنا الأعلام الحفظ هذا التراث وإيصاله للناس؛ كي نكون مصداقاً لقول الإمام الرضا : رحم الله عبداً أحيا أمرنا فقلت له - الراوي -: فكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا، ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا ). وقد اخترت جوهرة من جواهر التراث الشيعي وكنزاً من كنوز المسلمين، ألا وهو كتاب (نهج البلاغة) من كلام أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب الله، الذي جمعه الشريف الرضي ؛ لنناقش كل ما أثير حوله من تشكيكات وطعون وإشكالات قديماً وحديثاً. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للدفاع عن هذا السفر الجليل، ورد شبهات الطاعنين فيه، بحوله وقوته، إنه أكرم الأكرمين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.