كتاب: المعرفة في القرآن
المؤلف: الدكتور السيد محمد الحسيني البهشتي
عدد الصفحات: 344
نبذة عن الكتاب
كتاب "المعرفة في القرآن" هو عمل متميز من تأليف الدكتور السيد محمد الحسيني البهشتي، حيث يسعى من خلاله إلى استكشاف الأفكار والمعاني العميقة التي تحتويها نصوص القرآن الكريم. يقدم المؤلف رؤية شاملة تؤكد على أهمية المعرفة في الإسلام وكيف يمكن للمسلمين استنباط الدروس والعبر من القرآن لتطوير الذات والمجتمع.
أهم محتويات الكتاب
1. مفهوم المعرفة في القرآن
يتمحور الفصل الأول حول تعريف المعرفة في السياق القرآني، حيث يستعرض المؤلف آيات متعددة تشير إلى أهمية السعي وراء المعرفة. يتناول أيضًا مختلف أنواع المعرفة، سواء كانت دينية أو دنيوية، وكيف أن المعرفة تعتبر من أهم الواجبات التي يتحملها المسلم.
2. المعرفة والعلم في الإسلام
يبحث هذا الفصل في العلاقة بين المعرفة والعلم في الإسلام. يوضح المؤلف كيف أن الإسلام يحث على العلم كمطلب أساس في بناء الفرد والمجتمع، مستندًا إلى العديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التفكير والتأمل واستخدام العقل.
3. المعرفة والايمان
يشدد المؤلف في هذا الجزء على الترابط بين المعرفة والإيمان، موضحًا كيف يؤثر الفهم العميق للقرآن في تعزيز الإيمان. يتناول أيضًا القضايا الأخلاقية والمعرفية التي تبرز أهمية المعرفة في حياة المسلم.
4. تطبيقات المعرفة القرآنية في الحياة اليومية
يقدم الكتاب في هذا الفصل بعض التطبيقات العملية للمعرفة القرآنية في الحياة اليومية، مشجعًا القراء على اتخاذ خطوات نحو تطبيق ما تعلموه من تعاليم القرآن في مختلف جوانب حياتهم. يتناول المؤلف التأثير الإيجابي للمعرفة في تشكيل القيم والسلوكيات الفردية والجماعية.
نبذة عن المؤلف
الدكتور السيد محمد الحسيني البهشتي هو مفكر إسلامي بارز، وله إسهامات متعددة في مجالات الفلسفة والدين. يتميز بأسلوبه الواضح والعملي في الكتابة، حيث يسعى إلى إيصال الأفكار بطريقة بسيطة ومفهومة. يمتلك خلفية أكاديمية قوية تجعله قادرًا على تناول الموضوعات بشكل علمي ومنهجي، مما يزيد من مصداقية كتاباته.
الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب
يهدف الكتاب إلى توعية القراء بأهمية المعرفة في سياق الدين الإسلامي، وتعزيز التفكير النقدي والعقلاني في تعاملهم مع القرآن. بعد قراءة هذا الكتاب، سيتاح للقارئ فهم أعمق لمفهوم المعرفة وكيف يمكن أن تحول حياته تجاه الأفضل، مما يجعل من المعرفة أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق التنمية الذاتية والمجتمعية.
الكتاب الذي بين يديك يتألف من مجموعة ثلاثة عشر بحثاً، تحت عنوان (المعرفة في نظر القرآن قدمها آية الله الشهيد الدكتور بهشتي بين عامي ۱۹۷۷ - ۱۹۷۸م، ومكان إلقاء هذه الأبحاث هو منزله الشخصي، فمنذ عودته من ألمانيا صيف عام ۱۹۷۰م، كثرت المراجعات والطلبات بشأن الالتقاء به للاستفادة من بحوثه وكلماته، ولأنه كان حريصاً على تنظيم وقته، فقد قرر تخصيص فترة ما بعد الظهر من كل يوم أربعاء لهذا الأمر، وكان من نتائج هذا القرار أن اقترح بعض المشاركين في تلك اللقاءات طرح بحوث في الجانب النظري من الدين، الأمر الذي حظي بترحيب الدكتور بهشتي . وكان بحث المعرفة أحد الموضوعات التي وقع عليها الاختيار، وينبغي أن نذكر للقراء الذين لم يدركوا تلك السنوات، أنه على الرغم من أن البحوث المتعلقة بمجال نظرية المعرفة، كانت مطروحة دائماً على صعيد التفكير الفلسفي والبحث العلمي منذ بضعة آلاف من السنين، وكانت تشغل حيزاً مهماً من النشاط الفكري، ولأجل ذلك كانت من البحوث الدائمة الحيوية، وكان لها حضور دائم وضروري على ساحة التلاقحات الفكرية، إلا أن طرح الدكتور بهشتي لمبحث المعرفة في ذلك الوقت احتل رقعة لفتت أنظار المناضلين والناشطين في مجال النهضة آنذاك . في تلك السنوات كان يتم تداول مبحث المعرفة على شكل كراسات أو كتب تحمل هذا العنوان، يتداولها المفكرون والناشطون في المجال السياسي والاجتماعي من ذوي الرؤى الماركسية، وشريحة من المثقفين والمجاهدين المسلمين - الذين كانوا مضافاً إلى مشاركتهم الفعالة في الحركات السياسية السرية والعلنية، وخاصة في الحركات المسلحة السرية ضد النظام الشاهنشاهي الظالم - كانوا يزاولون نشاطاً أيديولوجياً ويبذلون من أجل ذلك جهوداً منظمة، مما تمخض عن طرح أسئلة كثيرة في هذا المجال . وكان من الطبيعي أن يبحث كثير من الشبان ـ الذين يدرسون في الجامعات أو خارجها - عن أجوبة واضحة ومقنعة عن تلك الأسئلة من الأشخاص الذين يرونهم على معرفة عميقة وعلم بالدين، يجعلهم جديرين بتحمل مسؤولية الإجابة . وكان الدكتور بهشتي يعد من جملة علماء الدين، خصوصاً عند المتنورين من العلماء، ومن يتمتعون بوضوح الرؤية، سيما بالالتفات إلى معرفته المباشرة بالفكر الغربي من مصادره الأصلية، ومعرفته العميقة ونقده العلمي لهذا الفكر، وقد بادر للاستجابة لهذا الطلب - كما هو مشهود في أكثر مؤلفاته - مسترشداً بالقرآن الكريم، مبيناً بواسطته أجوبة المسائل المطروحة في هذا المضمار، وبهذه الطريقة قام بإحياء القرآن بوصفه - في اعتقاد المسلمين - كتاب هداية للناس جميعاً.