كتاب: المحسن بن فاطمة الزهراء ، عليهم السلام
المؤلف: الشيخ عبدالمحسن عبدالزهراء القطيفي
عدد الصفحات: 257


بل وصل الحد إلى أن أنكر وجود باب في ذلك الزمان ، فمسحت الأبواب من ذاكرة التاريخ ، وطمست كل معالم الحضارات السابقة. وكل ذلك حتى تبرأ ساحة شخص كانت جنايته في وضح النهار ، بل أوضح من الشمس في رائعة النهار ، وغير ذلك مما يندى له جبين المؤمن الغيور . ومع غياب الشعور الديني المسؤول ، أخذ الأمر يستفحل حتى أصبح أتباعه ـ حتى ممن يدعي العلم والإيمان - يؤيدونه ويناصرونه في كل ما يقول ، وإن أنكر أبده البديهيات ، ونفى أوضح الواضحات . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ونحن ذاكرون دفاعنا عن الزهراء ( صلوات الله وسلامه عليها ) ورد ما أثاره من الشبهات حول هذا الموضوع بعون الله وتوفيقه . كما أن لنا وقفات أخرى في إبطال فكر هذا المدعي ، في رسائل أخرى إن شاء الله تعالى . ولقد حاولت الاختصار في هذه الرسالة بما لا يخل بالغرض . فاقتطعت محل الشاهد من الأحاديث . أما كامل بعض الأحاديث الطويلة ، فمصدرها موجود في الحاشية لمن أراد الاستزادة . و تعمدت إيراد الحديث الواحد ، في أكثر من فصل بحسب دلالته ، وما يصلح له من استدلال، إن كانت له جهات استدلال متعددة ، حتى لا يلجأ القارئ العزيز إلى المراجعات لما قرأه في الفصول السابقة . وأكثر ما اعتمدت في بعض الفصول على روايات العامة ، لأجل إثبات الغرض الأهم وهو التهديد بإحراق بيت علي وفاطمة الله ، وضرب الصديقة الزهراء ، وسقوط الجنين المحسن قتيلاً . أما بعض الفصول الأخرى مثل - واشتكى الجنين إلى جده - وإن ذكرت الرواية عن أهل بيت العصمة والطهارة السلام ، إلا أن المنصف يراه أمراً طبيعياً ، لأنه سيلقى جده على كل حال مشتكياً ، بعدما ثبت بالأدلة القطعية التي لا تقبل الجدل أنه مات قتيلاً ، وإن لم يقم على ذلك دليل ، والحال أن الدليل لمن يقبل كلام ذوي القربى ، صريح . وأسأل الله ( سبحانه وتعالى ) أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله قربى ومحبة لفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها . كما أسأله تعالى أن يوفقني فيه ويوفق القارئ العزيز إلى اصابة الحق المحض الصراح . وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت ومنه أسأل ، إنه سميع مجيب .

almuhsin bn fatimat alzahra' , ealayhim alsalam