كتاب: رواية الطنان - الرواية الحاصلة على جائزة ستريجا لأفضل رواية إيطالية عام 2020م
المؤلف: ساندرو ڤيرونيزي
عدد الصفحات: 336
نبذة عن الكتاب
رواية "الطنان" للكاتب الإيطالي ساندرو ڤيرونيزي هي عمل أدبي حائز على جائزة ستريجا لأفضل رواية إيطالية عام 2020. تتمحور الرواية حول قضايا الهوية، والفقدان، والذكريات الممزوجة بالحياة اليومية، مما يجعلها تأملية وصادقة في آن واحد، حيث يفكك الكاتب layers of reality عبر أسلوب سردي مشوق يعكس تعقيدات العلاقات الإنسانية.
أهم محتويات الكتاب
الشخصيات
تتميز الرواية بعدد من الشخصيات المعقدة التي تمثل جوانب مختلفة من الحياة الإنسانية. تتفاعل الشخصيات فيما بينها في سياقات متعددة، ما يعكس التجارب الإنسانية المتنوعة والتحديات التي يواجهها الأفراد في البحث عن هويتهم. ساندرو ڤيرونيزي يمكنه إضفاء عمق على شخصياته من خلال تفاصيل دقيقة تبرز مكنونات الشخصية.
الموضوعات الرئيسية
- الهوية والذاكرة: تعالج الرواية كيف تتشكل هويات الأشخاص من خلال تجاربهم وذكرياتهم، وتطرح تساؤلات حول كيفية تأثير الماضي على الحاضر.
- الفقدان والأمل: يتناول الكتاب مشاعر الفقد وكيف يمكن للأمل أن يمنح الأشخاص القوة للاستمرار في الحياة رغم الألم.
- العلاقات الإنسانية: تقدم الرواية عرضاً دقيقاً للعلاقات بين الأفراد، سواء كانت علاقات عائلية أو صداقات، وكيف تتأثر بالتغيرات الزمنية.
أسلوب الكاتب ومنهجه
أسلوب ساندرو ڤيرونيزي يتميز بالبساطة والعمق في نفس الوقت. يستخدم لغة شاعرية تعكس العواطف والأفكار بأسلوب سلس ومؤثر. يعتمد في كتابته على السرد الذاتي والتفاصيل الحياتية اليومية، مما يمكّن القارئ من التفاعل مع شخصيات الرواية بشكل عميق ولمس مشاعرهم وأفكارهم بشكل مباشر.
الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب
تعتبر "الطنان" عملاً أدبياً يحمل الكثير من الدروس والعبر حول الحياة والعلاقات الإنسانية. بعد قراءة الرواية، يتوقع أن يشعر القارئ بتقدير أكبر للتعقيدات التي تحيط بالهوية والذاكرة، ويفكر في كيفية تأثير تجارب الماضي في تشكيل الحاضر. كما ستُحفّز الرواية القارئ على إعادة تقييم العلاقات مع من يحيطون بهم وعلى التواصل بعمق مع أنفسهم ومع الآخرين.
بما أن "الطنان" قد نالت جائزة ستريجا، فإن قراءتها تعد تجربة بصرية وفكرية ممتعة تعكس واقع الحياة بصعوباته وجمالياته.
فلنضع الأمور على الشكل التالي: أحد الأشياء التي تحدث في هذه الحكاية ذات الحكايات العديدة الأخرى، يحدث في حي تريسته، في روما، في صباح من أواسط أكتوبر عام 1999، وبالتحديد عند تقاطع شارع كيانا بشارع رينو، في الطابق الأول من إحدى تلك البنايات التي، بالضبط، لن نسترسل في توصيفها هنا، حدثت فيها آلاف الأشياء الأخرى في الماضي. سوى أن الشيء الذي سيحدث بعد قليل حاسم، بل لنا أن نقول من المحتمل أنه فاتك في حياة بطل هذه الحكاية. الدكتور ماركو كاريرا، أو كما تقول اللافتة المثبتة على باب عيادته الأخصائي في طب العيون والبصريات - ذلك الباب الذي سيفصله لمدة قصيرة عن أشدّ اللحظات حرجا في حياته ذات اللحظات الحرجة العديدة الأخرى. وبالفعل، في داخل العيادة، الكائنة في الطابق الأول من إحدى تلك البنايات إلخ، يدون الطبيب وصفة لسيدة أن عجوز مصابة بالتهاب الجفن قطرة مضاد حيوي، بعد علاج مبتكر، لا بل لنا أن نقول إنه ثوري، بالاعتماد على الأسيتيلسيستيئين المتقطر في العين الذي كان قد حل عند مرضى آخرين المعضلة الأخطر في هذا المرض، ألا وهي يصبح مزمنا. أما في الخارج، يتربص به القدر ليقهره عن طريق رجل ضامر البنية وقصير القامة، اسمه دانييلي كارادوري، أصلع وملتح، لكنه قد وُهِبَ نظرةً، لنا أن نقول إنها مغناطيسية، ستتركز بعد قليل على عيني طبيب العيون لتقطر فيهما الريبة أولا، ومن ثم الحيرة فالألم، ولن ينفعه علمه (طبيب العيون) في الشفاء من كل ذاك. إنّه قرار اتخذه الرجل القصير، فاقتاده حتى صالة الانتظار حيث هو جالس الآن ينظر إلى حذائه ولا يغتنم العرض السخي الذي تقدمه المجلات الجديدة الطازجة - لا الفاسدة والبالية منذ أشهر - المبعثرة على الطاولات الصغيرة. من غير المجدي أن نأمل أن يتروى في الأمر.