حقيقة المهدوية و الغيبة

أضيف بتاريخ 05/12/2024
Admin 2


كتاب: حقيقة المهدوية و الغيبة، دراسة تأصيليّة نقديّة لشبهات الدكتور ناصر بن عبدالله القفاري في كتابه أصول مذهب الشيعة
المؤلف: الدكتور يحيى عبد الحسن الدوخي
عدد الصفحات: 292


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد: من الصعب أن ينطق الإنسان بالحقيقة ويلامسها إذا كان عاجزاً عن إيجاد بعض الثغرات إن لم نقل بعدمها، لاسيما في الأمور العقائدية والمذهبية، ومنطق التأريخ يحدثنا عن صراع جدلي تحكمه الأيديولوجيات والعادات والتقاليد والموروث السلفي التقليدي الجامد، فعندما ظهر التشيع الذي أرسى أصوله وقواعده رسول الله ﷺ ظهرت معه بوادر ذلك الصراع من خلال التشكيك وإلقاء الشبهات، ولم يتوقف هذا السيل المتدفق من خصوم هذا المذهب تشكيكاً في أصوله ومبادئه وفروعه. ولا يزال يجتر أصحاب هذه الشبهات ما ورثوه من أسلافهم، ولكن البسوها ثوباً جديداً محاولين أن يضفوا عليها طابع العلمية والموضوعية، ولكن الحقيقة تأبى إلا قبول الحق. واليوم نجد أن هناك حملات مسعورة ضد التشيع وأهله، فقد وجهوا حملاتهم الضارية بافتراء وكيل الاتهامات والشبهات جزافاً - ويكاد يكون العقل مغيباً عن هذا الأمر . وذلك للنيل من كيان هذا الصرح الإسلامي العريق. في حين أن الآيات القرآنية الكريمة والسنة النبوية الشريفة تؤكدان على أن يكون الجدل والنقاش بالتي هي أحسن مع إقامة الحجج والبراهين، وأن يكون مطابقاً للحق وعدم الخوض في الباطل. قال تعالى: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: ١٢٥). وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا) (غافر : ٣٥). وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كبر ما هُم بِبَالِغِيهِ) (غافر : ٥٦). وقد فسر السلطان بالحجة والبرهان الصحيح. وقال النبي الأكرم: «ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخيال ) حتى يخرج مما قال ").

Haqiqatalmahdawyah