كتاب: الفوائد الحائرية
المؤلف: الشيخ محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني
عدد الصفحات: 568
علم الأصول قبل عصر الوحيد البهبهاني : اكتسب علم الأصول في عصر الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني (صاحب المعالم) (المتوفى ۱۰۱۱ ها حداً كبيراً من النضج والمنهجية في كتاب (معالم الأصول) لهذا الفقيه الجليل. وقد استمر هذا الكتاب إلى اليوم الحاضر محوراً للتدريس في المراحل الأولية من دراسة هذا العلم. ومحوراً للتحقيق ومن أهم التحقيقات التي كتبت حول هذا الكتاب حاشية الشيخ محمد تقي رحمه الله وهي من أفضل ما كتب في هذا العلم. وقد سئل الشيخ مرتضى الأنصاري رحمه الله بعد أن شاع كتاب فرائد الأصول لم لم يشفع المباحث العقلية التي دونها في كتابه الجليل (فرائد الأصول) بكتاب آخر في مباحث الألفاظ لتكتمل عنده دورة كاملة في (1) الذريعة ۲۱ : ۱۹۸ الأصول فقال رحمه الله إن الشيخ محمد تقي الإصفهاني أغنانا عن ذلك بما كتبه من التعليقة على المعالم . الإتجاه الأخباري والأمين الإسترآبادي : إلا أن حدثاً جديداً طرأ على هذا العلم، فقد ظهر في هذه الفترة اتجاه جديد في الإجتهاد عند الشيعة على يد الشيخ محمد أمين الإسترآبادي (المتوفى ١٠٣٦ ها مؤلف كتاب (الفوائد المدنية) في الإستغناء عن القواعد العقلية. وعرف هذا الإتجاه الجديد بـ (الأخبارية) في مقابل المدرسة الأصولية السائدة في الأوساط الفقهية الشيعية . ورغم أن الأمين الإسترآبادي يحاول أن يبرز لهذا الإتجاه عمقاً تأريخياً يمتد إلى عصر الصدوقين والفقهاء الأوائل ولكن من الواضح أن هذا الإتجاه بأبعاده وخصائصه وقواعده الذي يذكره الأمين الإسترآبادي في (الفوائد المدنية) - اتجاه جديد في الإجتهاد عند الشيعة . وقد كاد هذا الإتجاه الجديد أن يحدث صدعاً في الإجتهاد عند الشيعة لولا أن الفقهاء والأصوليين وقفوا أمام هذا التوجه ودافعوا عن الطابع العقلي للأصول مما أدى إلى تقلصه وتراجعه بالتدريج وضعفه عن مواصلة التحرك والتأثير على الوسط الفقهي في المدارس الشيعية. ويبدوا أن الخلفية التي كانت من وراء ظهور هذه المدرسة هي التخوف من الاستغراق في اعتماد العنصر العقلي في الإجتهاد، والابتعاد عن النص الشرعي، كما حدث ذلك المدرسة الرأي عند أهل السنة، حيث