التوحيد

أضيف بتاريخ 05/12/2024
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: التوحيد
المؤلف: الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي ابن بابويه القمي
عدد الصفحات: 545
 

نبذة عن الكتاب

يعد كتاب "التوحيد" من أهم المؤلفات في مجال العقائد الإسلامية، حيث يتناول مسألة التوحيد بمفهومها الشامل. قام بكتابته الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي ابن بابويه القمي، وهو عالم شيعي بارز في القرن الرابع الهجري. الكتاب يركز على شرح عقيدة التوحيد من خلال الأدلة العقلية والنقلية، مما يجعله مرجعاً أساسياً للدارسين في الفقه والعقيدة.

أهم محتويات الكتاب

1. تعريف التوحيد

يبدأ الكتاب بتعريف التوحيد، حيث يوضح المؤلف أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وأنه لا شريك له في صفاته وأفعاله. يتم تناول هذا الموضوع من خلال تشريح أكثر للأبعاد المختلفة للتوحيد، مثل توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.

2. الأدلة على التوحيد

يستعرض الشيخ الصدوق الأدلة المختلفة التي تثبت وجود الله وتوحيده، بدءاً من الأدلة العقلية التي تدل على التوحيد كدلالة الوجود ونظام الكون، وصولاً إلى الأدلة النقلية من القرآن الكريم والحديث الشريف. يعتبر هذا القسم من الكتاب مهماً لفهم الأسس التي يقوم عليها الإيمان بالتوحيد.

3. الصفات الإلهية

يتناول المؤلف الصفات الإلهية ويؤكد أن الله يمتلك صفات الكمال، وينفي عنه كل نقص. يتم تناول موضوع الصفات بشكل عميق، مع توضيح الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية، مما يساعد القارئ على معرفة كيف يتصف الله بصفاته دون أن يكون كائناً مخلوقاً.

4. أثر التوحيد في السلوك البشري

يبحث الكتاب في كيفية تأثير التوحيد على سلوك الأفراد، وكيف أن الإيمان بالله الواحد يساعد في توجيه الإنسان نحو الأخلاق الحميدة والسلوك القويم. فالتوحيد ليس مجرد اعتقاد بل هو أساس للأخلاق والآداب في حياة المسلم.

5. التحذير من الشرك

تضمن الكتاب تحذيرات من الشرك، حيث يبين الشيخ الصدوق أثر الشرك في عقيدة الفرد وفي المجتمع، ويستعرض الأدلة الدينية التي تدعو إلى تجنب الشرك بأنواعه المختلفة. يعتبر هذا الجانب مهماً لتعزيز التوحيد في النفوس وتقوية العقيدة.

نبذة عن المؤلف

الشيخ الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي ابن بابويه القمي، هو أحد أبرز علماء الشيعة في التاريخ الإسلامي، وُلد عام مولده عام 305 هـ وتوفي عام 381 هـ. اشتهر بجمعه بين العلم والنية الصادقة في إلقاء المحاضرات والتأليف في مختلف العلوم الإسلامية. كتاباته تتسم بالدقة والعمق، مما يجعله مرجعاً في العقائد والفقه.

الفائدة المرجوة من قراءة الكتاب

بعد قراءة كتاب "التوحيد"، ستحصل على فهم عميق لأصول العقيدة الإسلامية، مما يساعدك في تعزيز إيمانك وفهمك لصفات الله تعالى. كما سيمكنك من تحصين نفسك ضد الأفكار المغلوطة المتعلقة بالتوحيد والشرك، ويعزز لديك الأخلاق والسلوك المستند إلى العقيدة. يعتبر هذا الكتاب دليلاً متكاملاً للباحثين والطلاب في مجال العقائد الإسلامية.

 

 


أما بعد، فهذا السفر الكريم من أحسن ما ألف في المعارف العالية الإلهية. يتراءى لمن طالعه أصول علمية مبنية على أساس وثيق، من البراهين المأثورة العقلية المؤيدة بالآيات، والأخبار الإرشادية المروية عن الأئمة الأطهار عليهم صلوات الله الملك الجبار، فيه أبحاث ضافية ترشد إلى مهيع الحق، وحجج بالغة تدل على منهج الصواب في الأصول الاعتقادية ومعرفة الله سبحانه ببيان متين. وقول سديد، وطريق لاحب، ومسلك جدد، ومن سلك الجدد أمن العثار، ومن مال عنه إلى غيره تحير في واد السدر، وبنى أمره على شفا جرف هار، أو تطلب في الماء جذوة نار. ومصنفه أبو جعفر الصدوق - رضوان الله عليه - محدث فقيه، عالم رباني بتمام معنى الكلمة، والذي يستفاد من آرائه ومعتقداته المبثوثة في تضاعيف كتبه. ويظهر من رحلاته إلى الأرجاء، وتحمله المشاق فيها لأخذ العلم وترويج المذهب، ومناظراته مع المخالفين، ومرجعيته العامة أنه رجل زكي الوجدان. ويظهر من رحلاته إلى الأرجاء، وتحمله المشاق فيها لأخذ العلم وترويج المذهب، ومناظراته مع المخالفين، ومرجعيته العامة أنه رجل زكي الوجدان ثابت الجنان، قوي الإرادة، عالي الهمة، نقي الدمة، ذكي الفؤاد، رفيع العماد. واضح الأخلاق، طاهر الأعراق، متكلم كثير الحفظ، صریح اللسان فصیحه، سدید الرأي حصيفه، عصامي النفس مع كونه معروف النسب سني الحسب: عارف بالدين أصولاً وفروعاً، عالم بما تحتاج إليه الأمة، ساع إلى نشر العلم في ربوعها، غير متقاعس عما يفيدها ويعلي شأنها. وقد مثل الحق في هذا الكتاب عياناً، وبين غوامض العلم بياناً، فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً. واني لما رأيت - بعد انتشار الطبعة الأولى - إقبال الفضلاء لاقتناء نسخه وإعجابهم بتصحيحه وتحقيقه وتعاليقه العلمية التي عني بها الشريف الحجة السيد هاشم الحسيني الطهراني - مد ظله العالي - أحد أماجد المحققين في عصرنا هذا؛ حداني ذلك إلى نشره مرة ثانية مشكولاً بإعجام كامل دقيق، حرصاً على تنقيب الكتاب وتخليده، وتسهيلاً للقراء الناشئين الكرام، ووفاء لحق التأليف والمؤلف. وان كان كثير من أهل العلم يكرهون الإعجام والإعراب، ولا يسوغونه إلا في الملتبس أو الذي يخشى أن يلتبس، وقالوا: «إنَّما يُشكل ما يُشكل». لكني رأيت الصواب في إعجامه لأن الإعجام يمنع الاستعجام، والشكل يمنع الإشكال لاسيما في أسماء الناس لأنها شيء لا يدخله القياس، ففعلت ذلك ويليت يحمل أعبائه حينما كان الليل دامساً، وبحر الظلام طامساً، قد ضربت الفتنة سرادقها، وقامت على سنابكها، وخيل المصائب نازلة، وكوارث النوائب متواصلة، دهم الكفر ساحتنا، ورام استباحتنا، فكم من دماء لأبنائنا سفكت، وأحاريم هتكت، يسمع من كل ناحية عويل وزفرة، ويرى في كل جانب غليل وعبرة، الأتراب منهم درجوا، وشبان في دمائهم ولجوا، وجرحى لا يرجى لهم الالتيام. وإنما الشكوى ترفع إلى رب الأنام، أليس الله بعزيز ذي انتقام؟ والحديث ذو شجون، ولعل القائل

altawhid