المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة

أضيف بتاريخ 05/11/2024
Admin 2


كتاب: المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
المؤلف: محمد علي أسدي نسب
عدد الصفحات: 475


يعد القرآن الكريم المحور الأساس الذي تلتف حوله الأمة الإسلامية شرقاً وغرباً، سنة وشيعة باختلاف مللها ونحلها، فإذا تفرقت الأمة فالقرآن يجمعها، وإذا سادت الفتن فالقرآن ينقذها، فهو جامع شتات المسلمين، وهاديهم إلى الصراط المستقيم، ورادعهم عن الفرقة، ومانعهم عن الشقاق فيه شفاء دائهم ونجاتهم في معادهم. وهو المرجع الأول والميراث الأفضل لفهم الإسلام وما يحتاجه الإنسان من العقيدة والتشريع، فهو يؤثر تأثيراً مهماً في جميع مجالات الحياة الإنسانية. فلهذه الخصائص الفريدة اشتغل المسلمون بتعلمه وتدبره منذ نزوله إلى يومنا هذا، فأ لفوا فيه كتباً ورسائل كثيرة، مما يتعلق بتفسيره أو ما اصطلحوا عليه بـ (علوم القرآن). وفي كل عصر تظهر اتجاهات جديدة في دراسة القرآن، ولكنها ليست على نمط واحد، إذ لا تخلو أحياناً من خطأ فاحش؛ بسبب وجود التيارات الفكرية المختلفة المؤثرة، فتنتج نتائج متغايرة أو متضادة، ولكل من هذه التيارات الفكرية والمذاهب النظرية التفسيرية منهج خاص في التفسير، لذا فهي بحاجة ملحة إلى الدراسة والنقد والتقصي؛ ليتميز الصحيح عن غيره، ولأجل ذلك ظهر في عصرنا الراهن علم يبحث في مناهج التفسير والمفسرين. يذكر أن جذور هذا العلم - كسائر العلوم الجديدة - كانت موجودة في آثار ومؤلفات السلف قطعاً متناثرة هنا وهناك. ولكن يبدو أن أول من دوّن كتاباً مستقلاً مرتبطاً بهذه المسألة هو المستشرق المعروف (جولد تسيهر) الذي ألف كتاباً سماه مذاهب التفسير الإسلامي)، ولكن المؤلّف لم يستطع كتمان يهوديته وتحامله على الإسلام وأهله، فإنه ألف الكتاب لكي يدس فيه أفكاره الباطلة، فاضطربت إثره الأوساط العلمية القرآنية فيما يتعلق بالمذاهب أو المناهج التفسيرية، وبدأوا بالبحث والتأليف فيما يسمونه بالمذهب التفسيري، أو المناهج التفسيرية، أو الاتجاهات التفسيرية، أو أصول وقواعد التفسير، وما شابه ذلك. إلا أن أول من كتب في هذا الموضوع من المسلمين: الدكتور الذهبي، الذي ألف كتابه (التفسير والمفسرون في مجلدين، وطرح فيه كثيراً من الآراء المهمة في هذا المجال، لكنه لم يخل من ضعف يمكن أن نلخصه في ثلاث، وهي: أ - طريقة عرض الأفكار الشيعية حول القرآن والتفسير والعقيدة، وعدم الإنصاف في كيفية التعامل معها أحياناً. ب - عرض المذهب الصوفي والتفسير الإشاري بصورة مشوهة، واتخاذ موقف سلبي منه كلياً، بالرغم من وجود الكثير من التفاسير العرفانية السليمة من الانحراف. ج - رد الاتجاهات العقلية الجديدة في التفسير، مع أنها لا تخالف الضوابط العامة في هذا المجال مما يجعلها جديرة بالقبول. على أن ثمة طائفتين من الكتب المؤلفة في مجال البحث ودراسة مناهج

almanahij altafsiriat eind alshiyeat walsana