كتاب: منبع الفكر
المؤلف: الشيخ عبدالله الجوادي الآملي الطبري
عدد الصفحات: 496
نبذة عن الكتاب
يعتبر كتاب "منبع الفكر" للشيخ عبدالله الجوادي الآملي الطبري من الكتب المهمة التي تتناول مواضيع فلسفية وفكرية عميقة. يتضمن الكتاب مجموعة من الأفكار والرؤى التي تسلط الضوء على الجوانب المختلفة للفكر الإسلامي، وتطرح تساؤلات عدة حول المعرفة، الحكمة، والوجود. يعكس الكتاب اسلوب المؤلف في دمج الفلسفة بالدين، والتأكيد على أهمية التفكير العقلاني في فهم النصوص الدينية.
أهم محتويات الكتاب
1. مقدمة فلسفية
تبدأ الكتاب بمقدمة تتناول الأسس الفكرية التي ينطلق منها المؤلف. يطرح من خلالها مفهوم الفكر وأهميته في حياة الإنسان، وكيفية تأثير المعرفة في تشكيل القيم والمبادئ. هذه المقدمة تمهد للقارئ لفهم التحليل العميق الذي سيطرحه المؤلف لاحقاً.
2. تحليل الفكر الإسلامي
يتناول المؤلف في هذا القسم الفكر الإسلامي من جوانب متعددة، مثل أصوله وتطوره عبر العصور. يتعرض لضروب الفلسفة الإسلامية وتأثيرها على مختلف المدارس الفكرية. يعرض كيف استطاعت الفلسفة أن تتفاعل مع النصوص الإسلامية وتعزز من فهمها في سياق العصر.
3. المعرفة والحكمة
يناقش المؤلف تصور المعرفة في الإسلام، ويبرز العلاقة بين المعرفة والحكمة. يقترح أن الحكمة ليست فقط جمع المعلومات، بل هي القدرة على استخدام هذه المعرفة في اتخاذ القرارات الصائبة. كما يسلط الضوء على العلماء والمفكرين الذين ساهموا في تطوير هذا المفهوم.
4. الوجود والماهية
يستعرض المؤلف في هذا الفصل مفهوم الوجود والماهية، ويبحث في الأسئلة الكبرى المتعلقة بالوجود البشري. من خلال تحليلاته، يقدم مفهوم الفلسفة التي تدمج بين العقل والنقل، وكيف أن هذه الفلسفة تسهم في التعرف على الذات الحقيقية للإنسان.
5. الفكر المعاصر
يتطرق الشيخ الجوادي الآملي في هذا القسم إلى الفكر المعاصر والتحديات التي تواجه المسلمين اليوم. يستعرض القضايا المعاصرة وكيف يمكن للفكر الإسلامي أن يتفاعل معها بطرق إيجابية تعزز من الهوية الإسلامية دون الانغلاق على الذات.
أسلوب ومنهج الكتاب
يعتمد الشيخ عبدالله الجوادي الآملي الطبري في "منبع الفكر" على أسلوب سردي واضح يدمج بين الفلسفة والنقل الديني. تتميز الكتاب بالعمق والوضوح، حيث يسعى المؤلف إلى تقديم الأفكار بشكل يسهل على القارئ فهمها واستيعابها. كما يشتمل الكتاب على أمثلة وشواهد من التاريخ الإسلامي تعزز من الطرح الفكري.
بإجمال، يمثل "منبع الفكر" محاولة رائدة لتقديم صورة شاملة عن الفكر الإسلامي الحديث، ويشكل دليلاً مهماً للمثقفين والباحثين والمهتمين بالتفكير الفلسفي الديني.
على الرغم من أن فعل الإنسان يُعدّ عنصراً مهماً وذا تأثير في وجوده ووجــود المجتمع، وأن بيانه أو خط بنانه يعكسان شخصيته، ويحكيان منهجه وأسلوبه، إلا أن القصور في ميدان الفعل، والمحدودية في حيز البيان، وعدم اتساع دائرة الكتابة تجعلها جميعاً تقف شبه عاجزة عن إظهار شخصية الفكر ووقاره، وإبراز همة الدافع وثباته، وإنّ التباين الشاسع بين النطاق المنبسط للفكر، والدائرة الضيقة للعمل يبعث دائماً على الاضطراب والقلق . - كما أن التباين الطبقي للمجتمع، وتمايزه إلى مستويات على أساس العلم والإدراك - من جهة أخرى - يزيدان الطين بلة، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على المفكر والباحث . ولولا إعجاز الكلام الإلهي ، والبيان القرآني، لم يكن بالإمكان إطلاقاً ظهور المعارف الإلهية العالية في قالب المثل على المستوى البشري ، والحفاظ على طابع التجلي مع عدم حصول التجافي بالنسبة إلى العالم بعد برهنته على رأيه العلمي والبحثي وتنظيمه بالشكل المطلوب والصحيح، وذلك لأن البيان والفعل يتبعان المعرفة دائماً ؛ كما قال الإمام الباقر : «وعملوا الصالحات بعد المعرفة» (١) ، فإن أفضل وسيلة لإيصال الرأي العلمي بالنسبة للعلماء والنخبة هي البيان والقلم، ذلك لأن التفاهم لا يصبح ميسوراً ، إلا عندما تتساوى الإدراكات ، وتتشابه الآراء . ١. تأويل الآيات الظاهرة ، ص ٣٠٢. منبع الفكر إن جميع الآراء الحكيمة لسماحة آية الله جوادي آملي (دام ظله) في الميادين المختلفة للعلوم الإنسانية الإسلامية هي مبرهنة ومنتظمة مثلها مثل أبحاثه القرآنية ، والمنطقية، والفلسفية، والكلامية، والأخلاقية، والعرفانية، والإجتماعية، وهي مطروحة في إطار مدرسة فكرية منسجمة خاصة، حيث يتجلى ذلك بوضوح في آثار سماحته وأفكاره . لكنه في الكتاب الحالي امتاز لباب الفكر عن سراب الوهم، فجاء هذا الأثر النفيس ليترجم ما يمثله هذا العالم الرباني من معدن للمعرفة، ومنبع للفكر. لقد جمعت طائفة من آثار هذا الأستاذ الجليل ـ التي تتسم بمستوى علمي مميز، والمسندة تماماً إلى حكم سماحته ، وما كتبته أنامله وخطه يراعه بشكل مباشر في ستة مجلدات، تنطوي خمسة منها على مقالاته ورسائله باللغة الفارسية، أما السادس فقد صنّف باللغة العربية من أجل المزيد من الفائدة للمجتمع العربي، وليتم تقديمه للأوساط العلمية والنخب والمفكرين من المتكلمين بالعربية تحت عنوان «منبع الفكر»، وهو بالطبع غير عشرات المؤلّفات التي طبعت لحد الآن في مختلف المجالات .