كتاب: نشوء وسقوط، الدولة الصفوية
المؤلف: الشيخ رسول جعفريان
عدد الصفحات: 368
نبذة عن الكتاب
يعد كتاب "نشوء وسقوط الدولة الصفوية" للشيخ رسول جعفريان واحدًا من الدراسات الشاملة التي تتناول التاريخ المعقد للدولة الصفوية، التي كانت واحدة من أهم الممالك في التاريخ الإسلامي وخصوصًا في منطقة إيران. يستعرض المؤلف من خلال هذا الكتاب العوامل التي أدت إلى تأسيس الدولة الصفوية، وكذلك العوامل التي ساهمت في سقوطها، مما يوفر للقارئ فهماً عميقاً لتلك الحقبة المهمة.
أهم محتويات الكتاب
نشوء الدولة الصفوية
يتناول الفصل الأول من الكتاب الأصول التاريخية والسياسية التي أدت إلى ظهور الدولة الصفوية. يشرح جعفريان كيف استغل الصفويون عوامل سياسية ودينية تساعد في تأسيس سلطتهم، حيث يعود أصل الدولة إلى العائلة الصفوية التي كانت تُعرف بميولها الصوفية. يقدم المؤلف تفاصيل حول شخصية الشاه إسماعيل الأول، الذي قام بتوحيد القبائل الإيرانية تحت لوائه.
العوامل المؤثرة في توسع الدولة الصفوية
يناقش جعفريان في هذا الجزء كيفية استعمال الصفويين للعلاقات الدولية والموارد المحلية للتوسع. يتناول المؤلف استراتيجيات التوسع العسكري والسياسي، بالإضافة إلى تأثير العوامل الدينية والثقافية في بناء الدولة. ومن بين النقاط المهمة التي يتناولها المؤلف في هذا السياق التأثيرات الفارسية والعثمانية وكيف ساهمت في تطوير الهوية الإيرانية.
الأزمات الداخلية والخارجية
في هذا القسم، يستعرض الكتاب الأزمات التي واجهت الدولة الصفوية، سواء كانت داخلية تتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي أو خارجية تتعلق بالحصارات والحروب مع العثمانيين. يقدم جعفريان تحليلاً شاملاً للأسباب التي أدت إلى ضعف الدولة، مثل التنافس الداخلي بين الفصائل السياسية والاجتماعية.
سقوط الدولة الصفوية
يتناول الفصل الأخير من الكتاب الأسباب الجوهرية لسقوط الدولة الصفوية. يسلط المؤلف الضوء على الأحداث التاريخية المهمة التي أدت إلى انهيار الدولة، مثل الغزوات الأفغانية وتراجع السيطرة العسكرية. كما يستعرض كيف ساهمت هذه الأزمات في تفكك الدولة وتراجع نفوذها في الساحة الإقليمية.
أسلوب ومنهج الكتاب
يعتمد الشيخ رسول جعفريان في هذا الكتاب على أسلوب أكاديمي يستند إلى البحث التاريخي الدقيق والتحليل الشامل. يستخدم المؤلف مصادر متنوعة، تشمل الوثائق التاريخية والمراجع العلمية، مما يضيف عمقًا إلى فهم القارئ لتاريخ الدولة الصفوية. يتميز الكتاب بأسلوب سردي يجمع بين التحليل الموضوعي والروائي، مما يسهل على القارئ استيعاب الأحداث التاريخية المعقدة.
بإجمال، يقدم "نشوء وسقوط الدولة الصفوية" دراسة شاملة حول واحدة من أهم الممالك في التاريخ الإسلامي، ويتيح للقراء فهمًا عميقًا لتأثيرها على التاريخ الإيراني والعالمي.
المقدمة: كان من الممكن اعتبار الصراع الصفوي العثماني جزء من الملفات التاريخية التي تراكم عليها غبار النسيان. وكان يمكن أيضاً أن تكون هذه الدراسة إسهاماً في حقل الدراسات التاريخية لفهم اعمق ووعي أكثر حول الدولة الصفوية التي تعرضت منذ نشوئها لحروب مدمرة وصراع مصيري مرير. وإثر انتصار الثورة الاسلامية في ايران ثم قيام الطاغية والدكتاتور صدام بشن حرب شاملة على ايرن طالت ثماني سنين عجاف جرّت على العراق الويلات وما تزال آثارها باقية حتى الآن. إثر ذلك العمل الجنوني قام نظام البعث الساقط بتوجيه العديد من الرسائل الجامعية نحو تشويه التاريخ الايراني بالتركيز على العهد الصفوي. غير أن التاريخ والحقيقة يشهدان على أن قيام الدولة الصفوية كان اسهاماً كبيراً في الحضارة الإسلامية فقد شهدت ايران في ظل المذهب الامامي ومدرسة أهل البيت أول تجربة لحكم القانون لم يكتب لها الاستمرار بسبب شراسة التحديات الخارجية وبخاصة الصراع مع الدولة العثمانية في الغرب والدولة الاوزبكية في الشرق وتحالف هاتين الدولتين من أجل القضاء على الكيان السياسي للدولة الفتية بل والقضاء على قاعدتها الفكرية، وفيما يخص الدولة العثمانية فقد مارست ابشع اساليب القهر والبطش وارتكبت مذابح مروعة وكان السلاطين يحصلون على فتاوى جاهزة من المؤسسة الدينية التي وصل بها التعصب إلى اعلان ان قتال الشيعة يعدل في ثوابه سبعين مرة قتال الكفار !! ومعروف جداً بواعث تبني الامبراطورية العثمانية للمذهب الحنفي كقاعدة فكرية لأنه المذهب الوحيد الذي يجيز لغير العربي بالحكم؛ من هنا يمكن ان نفهم محاولات العثمانيين للقضاء على الشيعة والتشيع وقيامها باكبر دعاية في العصر الحديث ضد الشيعة. أجل كل هذا يمكن أن يدرج ضمن الملفات التاريخية التي خبا تأثيرها واستحالت جمراتها المشتعلة ذات يوم إلى مجرد رماد إلا أن ما حصل بعد سقوط نظام حزب البعث في العراق واكتشاف المقابر الجماعية التي هزت ضمير الرأي العام في العالم وكشفت له محنة الشيعة ابان حكم حزب البعث لم يهز حتى شعرة واحدة لدى المجاميع شبه القبلية القاطنة في غرب العراق فقد اعتبرت سقوط الطاغية طعنة لها وبدأت تعيد مسلسل القتل والذبح بحق الشيعة بأساليب ارهابية بشعة ولقد صدم الكثيرون بهذه الوحشية التي لا حدود لها. ولم يقتصر الأمر على سنة العراق في الغرب الذين راحوا يتبجحن بالعروبة والقومية العربية وهم من أصول تركية بل امتد الحقد إلى ما هو ابعد من حدود العراق إلى سوريا والاردن وفلسطين واجزاء من السعوديه وحتى المغرب العربي. لقد ظهر جلياً وجود اسلام أموي حاقد يشتمل على مساحة فكرية ونفسية لا أنسانية عنصرية تشكل خطراً على مستقبل البشرية. أن المعركة التي يخوضها الشعب العراقي ضد الارهاب اليوم هي معركة اخلاقية وجزء من الصراع الأبدي بين الخير والشر، والفضيلة والرذيلة، والنور والظلام، والإنسان وجنود الشيطان. وهي معركة حري على العالم اليوم ان يقف مسانداً لهذا الشعب المقهور وأن يمد يد العون له للخروج من محنته.