كتاب: مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة و الأولاد
المؤلف: الشهيد الثاني الشيخ زين الدين العاملي
عدد الصفحات: 162
نبذة عن الكتاب
كتاب "مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد" هو عمل مميز للمؤلف الشهيد الثاني الشيخ زين الدين العاملي. يتناول الكتاب مواضيع الفقد والحزن وأثرهما على النفس، ويعكس تجارب المؤلف الشخصية كرجل دين عاصر مظاهر الفقد في حياته. من خلال أسلوبه الفصيح والمعبر، يستعرض الكاتب كيفية التعامل مع مشاعر الفقد ويقدم النصائح والارشادات الروحية لكل من يعاني من هذه المشاعر.
أهم محتويات الكتاب
1. مفهوم الفقد والألم النفسي
يبدأ الكاتب بمناقشة مفهوم الفقد وكيف يؤثر على النفس البشرية. يستعرض مشاعر الحزن والأسى التي تعقب فقدان الأحبة، موضحًا كيف أن هذه المشاعر ليست مجرد شعور عابر بل هي تجربة عميقة تتطلب معالجة روحية ونفسية. يسلط الضوء على كيفية استيعاب الألم والإقرار به كخطوة أولى نحو الشفاء.
2. أهمية الصبر والتحمل
يتحدث الكتاب عن فضيلة الصبر كأحد أهم العوامل التي تساعد الفرد على تجاوز أوقات الفقد. يستشهد المؤلف بالقصص القرآنية والأحاديث النبوية لتدعيم وجهة نظره، مما يعطي القارئ شعوراً بالأمل ويشجعه على تجاوز الألم من خلال التحلي بالصبر والمواجهة. التركيز على التحمل يشجع على توفير الدعم النفسي للآخرين في أوقات محنتهم.
3. التأمل والتواصل الروحي
تتناول إحدى الفقرات أهمية التأمل كوسيلة لمواجهة الفقد. يشير الكاتب إلى كيف أن الانعزال والتأمل يمكن أن يساعدا الشخص على إعادة تقييم مخاوفه ومشاعره. كما يشدد على الجانب الروحي من التعافي، حيث يكون التواصل مع الله والدعاء وسيلة للبحث عن السلام الداخلي.
4. الذكريات كوسيلة للتعافي
يناقش الكتاب أيضاً كيف يمكن أن تكون الذكريات شخصية ومحفزة للتعافي. يتحدث المؤلف عن ضرورة الاحتفاظ بالذكريات الإيجابية وكيف يمكن أن تسهم في تخفيف الألم وتحقيق نوع من الاستمرارية في الحياة. ذكريات الأحبة تُبدد الشعور بالفقد، وتجعل الشخص يشعر بالقرب من من أحبهم حتى بعد فقدانهم.
5. الدعم من المجتمع والأسرة
يستعرض المؤلف أهمية الدعم الاجتماعي في أوقات الحزن، مشددًا على أن الأصدقاء والعائلة هم العمود الفقري للمساندة. ينتقد الكتاب بعض القوالب النمطية السلبية المرتبطة بعزلة الشخص المتألم، ويقترح طرقًا للتواصل مع الآخرين لاستقبال الدعم والمشاركة في تجارب الألم.
أسلوب ومنهج الكتاب
يعتمد الكتاب على أسلوب بسيط ومباشر يتناسب مع جميع الفئات، مما يسهل فهم محتوياته. يستخدم الشيخ زين الدين العاملي أسلوب الاستشهاد بالنصوص الدينية مع مؤثراته الشخصية، وهذا يصبغ الكتاب بطابع خاص يجعله قريبًا من قلوب القراء. بالإضافة إلى ذلك، يركز على التحصيل الروحي والنفسي كوسيلة للتعافي في أوقات الفقد، مما يدل على العمق الروحي والفلسفي للمؤلف.
في المجمل، يمثل "مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد" دليلًا قيمًا لكل من يبحث عن السكينة بعد الفقد، ويعكس فهمًا عميقًا للنفس البشرية وتحدياتها. يعد الكتاب مرجعًا روحيًا يساعد على تجاوز الآلام ومعايشة الفقد بطرق إيجابية.
سبب تأليف الكتاب: لم يكن تأليف مسكن الفؤاد وليد حالة علمية بحتة يقررها واقع الدرس والتدريس، أو تمليها حاجة المناظرات الحوزوية، بقدر ما كان إفرازاً لحالة وجدانية و عاطفية عاشها الشهيد الثاني بكل جوارحه وأحاسيسه، وتفاعل معها تفاعلاً إيجابياً طيلة حياته الشريفة، فقد ذكرت أغلب المصادر التي ترجمت للشهيد أنه ابتلي بموت أولاده في مقتبل أعمارهم، حتى أصبح لا يثق ببقاء أحد منهم، ولم يسلم منهم إلا ولده الشيخ حسن، الذي كان يشك الشهيد في بقائه، وقد استشهد و عمر ولده أربع أوسبع سنين . لقد واجه الشهيد الثاني - قدس سره - حالة الحرمان العائلي بأسمى آيات الصبر ۱ - رواه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ۲۱۲:۱ ، وأخرجه المجلسي في البحار ١٤٢:٨٢. ۲ - روضات الجنات ۳ ۳۷۹ . ٤ - الكنى والألقاب ٢ : ٣٤٩ . أعيان الشيعة ٧ : ١٤٤ . المقدمة V والجلد، فألف كتابه مسكن الفؤاد»، وقلبه يقطر ألماً وحسرة و هو يرى أولاده أزهاراً يانعة تقطف أمام عينيه . يقول رضوان الله عليه في مقدمة كتابه المذكور: «فلما كان الموت هو الحادث العظيم، والأمر الذي هو على تفريق الأحبة مقيم، وكان فراق المحبوب يعد من أعظم المصائب، حتى يكاد يزيغ له قلب ذي العقل، والموسوم بالحدس الصائب، خصوصاً ومن أعظم الأحباب الولد، الذي هو مهجة الألباب، و لهذا رتب على فراقه جزيل الثواب، ووعد أبواه شفاعته فيهما يوم المآب . فلذلك جمعت في هذه الرسالة جملة من الآثار النبوية، وأحوال أهل الكمالات العلية، ونبذة من التنبيهات الجلية، ما ينجلي به إن شاء الله تعالى الصدأ عن قلوب المحزونين، وتنكشف به الغمة عن المكروبين، بل تبتهج به نفوس العارفين، ويستيقظ من اعتبره من سنة الغافلين، وسميتها مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد» و رتبتها على مقدمة، وأبواب، وخاتمة » (١). و يمتاز كتاب «مسكن الفؤاد» على صغر حجمه ـ بخصوصية موضوعه، مما جعله مرجعاً يعتمد عليه في بابه، فقد ركن إليه جمع من أصحاب الموسوعات الروائية كالعلامة المجلسي في بحار الأنوار، والشيخ الحر في الجواهر السنية والشيخ النوري في مستدرك الوسائل، وغيرهم. يقول العلامة المجلسي في بحار الأنوار، في بيان الأصول والكتب المأخوذة منها : ... و كتاب مسكن الفؤاد ... للشهيد الثاني رفع الله درجته» (٢). وقال الشيخ الحر في مقدمة كتابه الجواهر السنية : «ونقلت الأحاديث المودعة فيه من كتب صحيحة معتبرة، و أصول معتمدة محرّرة)) (۳) و كتابنا أحد هذه الكتب الصحيحة المعتبرة ...