كتاب: جهاد الإمام السجاد ، زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
المؤلف: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
عدد الصفحات: 360

 


لماذا هذا الكتاب ؟ كثيرة تلك الكتب والمؤلفات التي كُتِبَت حَولَ الإمام السجاد ، علي بن الحسين بن أبي طالب، زين العابدين الا المولود عام (٣٨) والمتوفى عام ( ٩٥) علي بن من الهجرة . وقد عني مؤلّفوها بجوانب من حياته الكريمة لتزويد الأمة بثرواتها من مكارم الأخلاق والآداب، والمعارف والعلوم والآثار ، وما في تاريخه من عظات وعبر وجهاد وجهود ، ليستنير أمامها درب الحياة، للوصول إلى السعادة الدنيوية والأخروية. ولقد تبارئ في هذا الموضوع الرحب مؤلفون قدماء، كما شارك في حلبته مؤلفون في عصرنا الحاضر . وفي المؤلفين الجدد من استهدف تحليل تاريخ الإمام، ودراسة حوادثه على أساس من المقارنة بين الأسباب والمسببات، ليقتنص حقائق ثابتة، مدعومة بالأدلة، من بطون المصادر والحوادث التاريخية. ولقد فوجئتُ بأنَّ عِدَّةً من الدارسين من هذا القبيل، اتفقوا أو كادوا على مقولة مُعيَّنةٍ في ما يرتبط بواقع الحركة السياسية في حياة الإمام السجاد الي . فهم يؤكدون على إبعاد الإمام عن «الجهاد السياسي» ويُفرغون حياته من كل أشكال العمل السياسي . بالرغم من اختلاف اتجاهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الدينية : ففيهم السنّي، والعلماني، والشيعي : الزيدي ، بل الإمامي الاثنا عشري ! وهم يحسبون الإمام قائماً بدور المعلم - فحسب - في تربية الطليعة المثقفة والواعية . بعيداً عن الصراع السياسي، ومنصرفاً عن أي تحرك معارض للأنظمة الحاكمة، ويحددون واجباته بالإعداد الثقافي للأمة ، والتحصين لها عقائدياً، وفقط ! وحاول بعضهم إجراء هذا الحكم على الأئمة بعد الإمام السجاد الله ، وفَرَضَهم سائرين على منهج واحد، أو يؤدون دوراً ، بِعَيْنِهِ . ولنقرأ معاً بعض ما كتبوه في هذا الصدد : تقول كاتبة جامعية : افتقدت الشيعة - بمصرع الحسين - الزعيم الذي يكون محوراً لجماعتهم وتنظيمهم، والذي يقودهم إلى تحقيق تعاليمهم ومبادئهم، وانصرف الإمام علي زين العابدين عن السياسة إلى الدين، وعبادة الله عز وجل، وأصبح للشيعة زعيماً روحياً ، ولكنه لم يكن الثائر السياسي الذي يتزعم جماعة الشيعة ، حتى أنته آثر البقاء في المدينة طوال حياته. وحاول المختار بن أبي عبيدة الثقفي أن ينتزع علياً من حياة التعبيد، والاشتغال بالعلم إلى ميادين السياسة ، دون جدوى ! (۱) ويقول كاتب شيعي : كانت فاجعة مقتل أبيه التي شاهدها ببصره أقسى من أن تتركه يطلب بعد ذلك شيئاً من إمارة الدنيا ، أو يثق في الناس، أو يشارك في شأن من شؤون السياسة ، اعتكف على العبادة ... (٢) .

jihad al'iimam alsajaad