كتاب: الشهادة الثالثة
المؤلف: الشيخ محمد السند
نبذة عن الكتاب
كتاب "الشهادة الثالثة" للمؤلف الشيخ محمد السند هو عمل فكري يتناول موضوع الخلافة والإمامة من منظور اسلامي، حيث يسعى المؤلف إلى تسليط الضوء على مسائل الشهادة الثالثة التي تعتبر واحدة من المفاهيم الأساسية في الفكر الشيعي. يأتي الكتاب في جزئين، ويجمع بين التحليل الفقهي والكلامي والتاريخي ليقدم رؤية شاملة حول هذا الموضوع المهم في الثقافة الإسلامية.
أهم محتويات الكتاب
الجزء الأول: مفهوم الشهادة الثالثة
يركز الجزء الأول من الكتاب على تعريف الشهادة الثالثة وما تحمله من دلالات داخل السياق الإسلامي. يستعرض المؤلف الأدلة التي تدعم هذا المفهوم، ويطرح النقاشات الفقهية حوله. كما يتم تناول الرأي العام حول الشهادة الثالثة بين مختلف المذاهب الإسلامية، مما يبرز دورها في تعزيز الهوية الشيعية.
الجزء الثاني: الشهادة الثالثة في التاريخ الإسلامي
ينتقل الشيخ السند في الجزء الثاني إلى استعراض تاريخ الشهادة الثالثة وكيف تم التعامل معها عبر العصور المختلفة. يتناول الأحداث التاريخية والفتن التي دارت حول موضوع الإمامة والخلافة، ويحلل تأثير الشهادة الثالثة على المجتمعات الإسلامية وما ترتب عليها من آراء ومواقف.
الأسلوب والمنهج
اعتمد المؤلف في كتابه أسلوباً مباشراً يعتمد على النصوص الشرعية والتاريخية، مدعماً بأدلة وبراهين عقلانية. يتسم منهج الشيخ محمد السند بالموضوعية والدقة، حيث يسعى إلى تقديم جميع الآراء المختلفة بطريقة تحترم تنوع التصورات داخل العالم الإسلامي. كما يحرص على استخدام لغة سهلة الفهم تسهم في توصيل الأفكار بشكل واضح.
أهمية الكتاب
يمثل "الشهادة الثالثة" مرجعاً مهماً للمهتمين بالدراسات الإسلامية، حيث يقدم فهماً عميقاً لمسألة تعد من بين أبرز المفاهيم في الفكر الشيعي. يساعد الكتاب في فتح نقاشات جديدة حول إعادة التفكير في الإمامة ودورها في تشكيل التاريخ الإسلامي.
هذا التلخيص بالذكاء الاصطناعي وهو غير دقيق فيرجى التنبه لذلك.
الجزء الأول
الجزء الثاني
تقريظ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أخذ الإيمان برسالة خاتم أنبيائه ديناً في ميثاقه على جميع أنبيائه لإعطاءهم النبوة حيث قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (١). فكان جميع الأنبياء والرسل على دين محمد ﷺ، وقد جعل تعالى من أصول هذا الدين والديانة أيضاً ولاية وصيه عليا الله حيث قال: ﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٢) وقال تعالى ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأَسْلامَ دِيناً (۳) فجعل الولاية من الدين الواحد الذي بعثت به جميع الأنبياء لا من مختصات الشريعة الأخيرة. ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين لكل الأزمنة والبيئات البشرية إلى يوم القيامة الذي قال تعالى في شأنه وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (۱) فقرن ذكره بذكر الله تعالى حيث ما يذكر، فرفع ذكره في الأذان مع ذكره تعالى كما قرن اسمه باسمه في العرش، وعلى آله المطهرين الذين أذهب عنهم الرجس والذي قال تعالى في شأنهم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ... (۲) وقال فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ (۳) وقال رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله (٤)، فرفع الله تلك البيوت و التي هي رجال معصومون من الرجس مطهرون، كما رفع ذكر نبيه فقرن الشهادة بولايتهم بالشهادتين. فجعل حقيقة التشهد في شريعة الإيمان هي الشهادات الثلاث ونعت أهل الإيمان بقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) (٥) فجمع لفظ الشهادة . وبعد: فهذا الكتاب سفر استدلالي في الآيات والروايات والسيرة وفتاوى المتقدمين حول الشهادة الثالثة في الأذان وتشهد الصلاة، قد قام جناب الفهامة اللوذعي نجم الأفاضل الشيخ علي الشكري دام توفيقه بتقريره بعدما عرض لي مجموع من التساؤلات حول الوجيزة التي كنت كتبتها في ذلك وطبعت عام ١٤١٨هـ.ق فوجدت الإجابة عليها تكون كتاباً مستقلاً وقد كتب التوفيق الإلهي أن وقفنا على شواهد روائية وموارد للإستدلال لم يقف عليها البحث الفقهي من قبل. فأرجو منه تعالى له المزيد من التوفيق والنجاح لخدمة الدين ومنهاج الحق والهدى. محمد السند ه / ربيع الأول / ١٤٢٦هـ .ق