الزيدية، بين الإمامية وأهل السنة

أضيف بتاريخ 06/30/2024
Admin 2


الكتاب: الزيدية، بين الإمامية وأهل السنة، دراسة تأريخية تحليلية في نشأتها وظهورها وعقائدها وفرقها
المؤلف: الشيخ سامي الغريري
عدد الصفحات: 680


وَكُلَّ مَن طَالَع أَو يُطَالع كُتب الزَّيدِيَّة ، وَمُؤلَفَاتِهِم ، أَو رَاجَع عُلَمَاء هِم ، وَمَعْلُومَاتِهِم وَجَد صَرَاحتهم ، وَإِنْصَافِهِم ، وَالبَحْث من خلال اجتهادهِم بِحُرِّيَة العمل والبَحْث عَن الحَقِّيقَة . وَإِنْطلاقاً مِن قَاعِدَة : «رَأَبِي صَوَاب يَحْتَمَلُ الخَطَأ، وَرَأَي غَيْرِي يَحتمل الصَّوَاب». يتميز الفكر الزَّيدِي بخصائص جَعَلتهُ مُتمَيِّزَاً بمكوناته الدِّينِيَةِ ، وَالدُّنْيَوِيَّة ، وَإِنطلاقاً مِن إِخْتِيَار صحة المَقُولَة الَّتِي تَدَّعِي : «إِنَّ امتزاج خَاصِيَة الفِكْرِ بِالحَركَة لأَيِّ نِظَامٍ سِيَّاسِي يُشكل تَجدِيداً مُسْتَمراً لقِيمِهِ ، وَمَبَادَئِهِ الفكرية ، ليتمكن من التعايش مع الظروف المتغيرة ..... وَبِمَفهوم المخالفة : «فَإِنَّ عَدَم امتزاج خَاصِيَة الفِكْر مَعَ الحَرَكَةِ لأَيِّ نِظَام سياسي يُؤدي إلى الجمود الفكري ، وَمَن ثَمَّ عَدَم تَمْكنه عَنِ التَّكِيفَ ، أَو التَّعَايش مع الظروف المُتَغَيرَة» . فالحب لأهل البيت نُطق عن شوق ، وَهِيَامٍ عَن ذَوقِ ، فَمَن ذَاقِ سَلَّم للمحبين حالهم ، وَوَافقهُم عَلَى أَنْدفَاعِهِم ، وَتَقبيلهم ، وَلَيت شعري كيف يُؤمن بِلَذَّةِ القُلُوب ، وَالأرواح مَنْ لَمْ يُدرك إِلَّا لَذَّة المحسوسات ؟ إِنَّ الَّذِي يُؤْمِن بِالحُبّ ، وَيَعْتَقَد أَنَّهُ نُور لا يخلو مِنْهُ قَلب ، وَقَلْبِ لَا يَعِيش بدونه إِنْسَانِ إِنَّمَا هُـو ذلِك الرَّجُل الَّذِي وَجهَتهُ العِنَايَة الرَّبَانِيَّة إِلى التَّرَدد عَلَى هَذِهِ السَّاحَاتِ النُّورَانِيَّة ، والفوز بمواصلة التعرض للرَّحمات ، وَالنَّفحات الإلهية ، فَمَن تَحرك بِالحُبِّ ، وتحرك الحبّ بِهِ فَقَد تمكن مِنْهُ ، وَاسْتَولى عَلَيْهِ ، وَأَصْبَحَ لَا يَأَنسِ إِلَّا بِمَحْبُوبه ، وَلَا يَسْكُن إِلَّا بِمُشَاهِدَته ، أَو مُشَاهَدة مَن لهُ بِهِ أَي إِتِّصَالَ ، أَو أَرتباط مِن قَرِيبٍ ، أَو بَعِيدٍ ، وَكُلمَّا أَزْدَادَ تَعَلَّقاً بِمَحبُوبه أَزْدَادَ أَشْتِيَاقاً إِلَيْهِ ، وَوَلَهَا بِهِ ، وَقُرْبَاً مِنْهُ ، وَتَاهِ فِي آفَاق مَعَانِيهِ ، وَالْإِمَامِ زَيد ، وَالزَّيْدِيَّة هَامُوا بِحُبِّ آلِ البَيْتِ وَمَا ظَنَّكَ بِنَسَب يَنْتَهِي إِلَى الرَّسُول ، وَحيدَر ، والبتول ، والله در ال القائل (1) :

alzaydiati, bayn al'iimamiat wa'ahl alsanati, dirasat tarikhiat tahliliat fi nash'atiha wazuhuriha waeaqayidiha wafiraqiha